عمر طاهر |
عمر طاهر يكتب في التحرير: 4-2-4
فى أثناء اشتغالى فى كتاب عن السينما المصرية اسمه «ابن عبد الحميد الترزى» وصلت لقناعة بمراجعة أرشيف أفلامنا أن ثمة علاقة بين الفيلم الموجود فى قاعات العرض، وما يحدث خارج هذه القاعات فى اللحظة نفسها.. ساعدنى فى الوصول إلى هذه القناعة موسوعة الأفلام المصرية التى أعدها الكاتب المحترم محمود قاسم، التى تذكر قصة وفريق عمل وتاريخ أول عرض كل فيلم فى تاريخنا.
عندما تسلم مبارك الحكم كان بدور العرض فيلم اسمه (4-2-4) الذى قيلت فيه الجملة التاريخية التى لا تخلو من دلالة على الحدث (الحلوانى نزل الملعب يا رجالة).. ولنا مع هذا الفيلم عودة.
عندما قامت ثورة يوليو فى 52 كان بدور العرض فيلم اسمه (المساكين)، بطولة حسين صدقى، يحكى عن رجل سافر للمشاركة فى حرب فلسطين وظلوا ينتظرون طوال الفيلم أن يرجع، لكن دون فائدة (وهذا ما حدث مع فلسطين نفسها)، وكان هناك فيلم لفريد الأطرش اسمه (عايزة أتجوز)، يحكى قصة صعود مطرب فقير من القاع حتى قمة دولة الغناء (وهذا ما حدث مع عبد الناصر نفسه).
يوم وقعت النكسة كان بدور العرض فيلم اسمه («القبلة الأخيرة»، بطولة ماجدة وإيهاب نافع)، وقد كانت نكسة يونيو القبلة الأخيرة بالفعل لثورة يوليو 52، وبينما كانت الصحف تنشر خبرا عن انتحار المشير عبد الحكيم عامر كان العمال يعلقون فى الشوارع أفيش فيلم اسمه («الخروج من الجنة»، بطولة فريد الأطرش وهند رستم وعادل إمام عن قصة لتوفيق الحكيم).
على هامش اتفاقية كامب ديفيد عام 78 كان الفيلم حديث الجماهير بالصدفة اسمه («الصعود إلى الهاوية»، لمديحة كامل ومحمود يس عن قصة أستاذنا صالح مرسى وإخراج كمال الشيخ ).. كانت الاتفاقية صعودا، وبمرور الوقت نكتشف حجم الهاوية التى بدأنا الصعود إليها فى هذا اليوم.
يوم اغتيال السادات كان بدور العرض فيلم اسمه (حكمت المحكمة)، بطولة فريد شوقى، وكانت محكمة الجماعات الإسلامية قد أصدرت حكمها باغتيال السادات فى هذا اليوم.
يوم قام العراق بغزو الكويت كان بدور العرض فيلم اسمه (حالة مراهقة.. بطولة فؤاد المهندس).. كانت قصة الفيلم تدور حول رجل عجوز يتورط فى سرقة ماسة ثمينة ثم يدفع الثمن غاليا، وهذا بالنص هو ما حدث مع صدام حسين الذى سرق ماسة الكويت ثم دفع ثمنا غاليا لـ(حالة المراهقة) التى انتابته ساعتها.
عودة لفيلم (4-2-4) الذى واكب وصول مبارك إلى الحكم.. وفى قصة هذا الفيلم ما يتقاطع مع قصة الثلاثين عاما التى قضاها فى الحكم.. الفيلم يحكى قصة شخص يرث ناديا مهما وكبيرا عقب وفاة رئيسه، كان يونس شلبى بطل الفيلم لا علاقة له بكرة القدم على الإطلاق، ولم يكن فى طموحه يوما ما أن يتولى هذه المسؤولية (ألا تذكرك هذه البدايات بشىء؟!)، بعد أن يتولى الرئيس الجديد مهمة النادى يلتف حوله مجموعة من المنتفعين بقيادة سمير غانم، ويضم للفريق أشخاصا لا علاقة لهم باللعبة، ولا يعرفون معنى الإخلاص، وبمرور الوقت يتحول النادى بالنسبة لهم إلى (سبوبة)، يكاد النادى أن يضيع ولا ينقذه فى اللحظات الأخيرة سوى جيل جديد من أشبال النادى.
هل أعجبك الربط؟
هل بدأت تقتنع بأنه صحيح؟
إذن.. أرجوك أن تدعو من قلبك أن أكون مخطئا وأن يكون هذا الربط مجرد هلوسة.. تسألنى لماذا؟.. لأنه فى فبراير الماضى وفى اليوم الذى أعلن فيه مبارك تخليه عن السلطة كان بدور العرض فيلم لكريم عبد العزيز اسمه (فاصل ونواصل).
عندما تسلم مبارك الحكم كان بدور العرض فيلم اسمه (4-2-4) الذى قيلت فيه الجملة التاريخية التى لا تخلو من دلالة على الحدث (الحلوانى نزل الملعب يا رجالة).. ولنا مع هذا الفيلم عودة.
عندما قامت ثورة يوليو فى 52 كان بدور العرض فيلم اسمه (المساكين)، بطولة حسين صدقى، يحكى عن رجل سافر للمشاركة فى حرب فلسطين وظلوا ينتظرون طوال الفيلم أن يرجع، لكن دون فائدة (وهذا ما حدث مع فلسطين نفسها)، وكان هناك فيلم لفريد الأطرش اسمه (عايزة أتجوز)، يحكى قصة صعود مطرب فقير من القاع حتى قمة دولة الغناء (وهذا ما حدث مع عبد الناصر نفسه).
يوم وقعت النكسة كان بدور العرض فيلم اسمه («القبلة الأخيرة»، بطولة ماجدة وإيهاب نافع)، وقد كانت نكسة يونيو القبلة الأخيرة بالفعل لثورة يوليو 52، وبينما كانت الصحف تنشر خبرا عن انتحار المشير عبد الحكيم عامر كان العمال يعلقون فى الشوارع أفيش فيلم اسمه («الخروج من الجنة»، بطولة فريد الأطرش وهند رستم وعادل إمام عن قصة لتوفيق الحكيم).
على هامش اتفاقية كامب ديفيد عام 78 كان الفيلم حديث الجماهير بالصدفة اسمه («الصعود إلى الهاوية»، لمديحة كامل ومحمود يس عن قصة أستاذنا صالح مرسى وإخراج كمال الشيخ ).. كانت الاتفاقية صعودا، وبمرور الوقت نكتشف حجم الهاوية التى بدأنا الصعود إليها فى هذا اليوم.
يوم اغتيال السادات كان بدور العرض فيلم اسمه (حكمت المحكمة)، بطولة فريد شوقى، وكانت محكمة الجماعات الإسلامية قد أصدرت حكمها باغتيال السادات فى هذا اليوم.
يوم قام العراق بغزو الكويت كان بدور العرض فيلم اسمه (حالة مراهقة.. بطولة فؤاد المهندس).. كانت قصة الفيلم تدور حول رجل عجوز يتورط فى سرقة ماسة ثمينة ثم يدفع الثمن غاليا، وهذا بالنص هو ما حدث مع صدام حسين الذى سرق ماسة الكويت ثم دفع ثمنا غاليا لـ(حالة المراهقة) التى انتابته ساعتها.
عودة لفيلم (4-2-4) الذى واكب وصول مبارك إلى الحكم.. وفى قصة هذا الفيلم ما يتقاطع مع قصة الثلاثين عاما التى قضاها فى الحكم.. الفيلم يحكى قصة شخص يرث ناديا مهما وكبيرا عقب وفاة رئيسه، كان يونس شلبى بطل الفيلم لا علاقة له بكرة القدم على الإطلاق، ولم يكن فى طموحه يوما ما أن يتولى هذه المسؤولية (ألا تذكرك هذه البدايات بشىء؟!)، بعد أن يتولى الرئيس الجديد مهمة النادى يلتف حوله مجموعة من المنتفعين بقيادة سمير غانم، ويضم للفريق أشخاصا لا علاقة لهم باللعبة، ولا يعرفون معنى الإخلاص، وبمرور الوقت يتحول النادى بالنسبة لهم إلى (سبوبة)، يكاد النادى أن يضيع ولا ينقذه فى اللحظات الأخيرة سوى جيل جديد من أشبال النادى.
هل أعجبك الربط؟
هل بدأت تقتنع بأنه صحيح؟
إذن.. أرجوك أن تدعو من قلبك أن أكون مخطئا وأن يكون هذا الربط مجرد هلوسة.. تسألنى لماذا؟.. لأنه فى فبراير الماضى وفى اليوم الذى أعلن فيه مبارك تخليه عن السلطة كان بدور العرض فيلم لكريم عبد العزيز اسمه (فاصل ونواصل).
رابط المقال: 4-2-4
المصدر: جورنال أون لاين