خالد منتصر |
خالد منتصر يكتب في المصري اليوم : هلال العيد الوهمى بالكتالوج الوهابى
من العار أن نفطر أول عيد بعد الثورة طبقاً للكتالوج الوهابى ونحتفل به، تنفيذاً لضلالات وأوهام وأشباح عابر سبيل، ادعى رؤية الهلال فى الحجاز، وذهب سريعاً لجماعة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر لينفحوه صرة المال المخصصة من الأمير لأول شخص يرى الهلال!!،
ما حدث كان مفاجأة للناس مساء يوم الإثنين أو بالضبط أثناء الإفطار لأول مرة فى تاريخ مصر بإعلان رؤية الهلال فى هذا التوقيت المبكر بمجرد شريط أخبار ودون احتفال ومفتٍ وانتظار لرأى علماء الفلك المصريين، هكذا هبط علينا الخبر فجأة، كما هبطت علينا أعلام السعودية فى جمعة تفريق الشمل أيضاً فجأة وبلا سابق إنذار!!
هل هانت علينا أنفسنا إلى هذه الدرجة حتى نهمل علماء الفلك لدينا وهم أساتذة هذا العلم فى الوطن العربى كله؟، والذين علموا علماء مراصد السعودية والخليج ممن عرفوا معنى علم الفلك أخيراً بعد أن كنا قد قطعنا شوطاً طويلاً فيه، مما جعل علماءنا من أبناء وأحفاد الفندى يقارنون بعلماء أوروبا لا علماء منطقتنا العربية، التى مازالت تحبو فى هذا العلم؟!
هل هان علينا عقلنا حتى نهدر كل طاقاتنا العلمية التى كانت تقدم الحسابات الفلكية طيلة السنوات الماضية لرؤية الهلال بنسبة خطأ صفر فى المائة؟، هل أصبحت المواءمات السياسية ونفاق حزب الشارع المصرى الوهابى المتسعود تجعلنا نفطر العيد ونحن مازلنا فى رمضان من أجل إرضاء عيون السعودية التى للأسف اعترفت هيئتها الفلكية بعد أول أيام العيد بأنها أخطأت وشاهدت كوكب زحل بدلاً من القمر، وجل من لا يسهو!
المسألة ليست مسألة ذنب المفطرين فى رقبة من؟، والقضية ليست قضية بداية الستة أيام البيض؟، وإنما القضية هى من يحدد لنا بدايات الشهور، عالم الفلك أم مفتى الديار ؟، عالم الفلك هو المنوط به هذه المهمة، ولو قبلنا بتسليم المهمة إلى مفتى الديار فليكن مفتى ديارنا نحن لا مفتى السعودية!!،
ومقولة إنه إذا ظهر الهلال فى بلد إسلامى يشاركنا جزءاً من الليل فيجب علينا أن نصوم معه، لابد أن نضيف إلى العبارة السابقة تعبير «ظهر علمياً بالحسابات الفلكية فى بلد إسلامى...»، ومن حقنا أن نتساءل كيف يحدد هؤلاء ظهور الهلال؟،
ومن حقنا أيضاً أن نرفض أى وهم أو ظن أو هلاوس سمعية وبصرية تتلبس أى شخص يرى بالعين المجردة خيوطاً شبحية فى السماء ويطلق عليها هلالاً!!، ومن حقنا أن نثق فى علمائنا الفلكيين وقياساتهم المضبوطة التى نصلى على مواقيتها بالثانية، وأعتقد أن الصلاة فريضة مثلها مثل الصوم ولا تقل عنها أهمية، فلماذا نسمع كلام الفلكيين فيها وعند الصوم نتناساها ونسمع كلام أى بدوى يهيم فى الربع الخالى يناجى هلالاً يسكن خيمة خياله المحلق فقط!.
أهمس فى أذن فضيلة المفتى أنه مازال فى السعودية حتى الآن من ينكر دوران الأرض طبقاً لفتوى «ابن باز» فى السبعينيات والتى كفر فيها من يقول بأن الأرض تتحرك حول الشمس، ويؤكد أن العكس هو الصحيح وهو الحلال من وجهة نظره، كما أن البعض هناك مازال يؤمن بالتفاسير التى تقول إن الأرض تحتها حوت وأنها محمولة على قرن ثور... إلخ!!،
فكيف نأخذ علم الفلك ممن لا يعترفون به أصلاً؟!!.
info@khaledmontaser.com
رابط المقال: خالد منتصر يكتب: هلال العيد الوهمى بالكتالوج الوهابى