‏إظهار الرسائل ذات التسميات كتاب وآراء. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات كتاب وآراء. إظهار كافة الرسائل

عمر طاهر يكتب: 4-2-4

الأحد، 16 أكتوبر 2011 | 11:43 ص

عمر طاهر
عمر طاهر يكتب في التحرير: 4-2-4

فى أثناء اشتغالى فى كتاب عن السينما المصرية اسمه «ابن عبد الحميد الترزى» وصلت لقناعة بمراجعة أرشيف أفلامنا أن ثمة علاقة بين الفيلم الموجود فى قاعات العرض، وما يحدث خارج هذه القاعات فى اللحظة نفسها.. ساعدنى فى الوصول إلى هذه القناعة موسوعة الأفلام المصرية التى أعدها الكاتب المحترم محمود قاسم، التى تذكر قصة وفريق عمل وتاريخ أول عرض كل فيلم فى تاريخنا.

عندما تسلم مبارك الحكم كان بدور العرض فيلم اسمه (4-2-4) الذى قيلت فيه الجملة التاريخية التى لا تخلو من دلالة على الحدث (الحلوانى نزل الملعب يا رجالة).. ولنا مع هذا الفيلم عودة.

عندما قامت ثورة يوليو فى 52 كان بدور العرض فيلم اسمه (المساكين)، بطولة حسين صدقى، يحكى عن رجل سافر للمشاركة فى حرب فلسطين وظلوا ينتظرون طوال الفيلم أن يرجع، لكن دون فائدة (وهذا ما حدث مع فلسطين نفسها)، وكان هناك فيلم لفريد الأطرش اسمه (عايزة أتجوز)، يحكى قصة صعود مطرب فقير من القاع حتى قمة دولة الغناء (وهذا ما حدث مع عبد الناصر نفسه).

يوم وقعت النكسة كان بدور العرض فيلم اسمه («القبلة الأخيرة»، بطولة ماجدة وإيهاب نافع)، وقد كانت نكسة يونيو القبلة الأخيرة بالفعل لثورة يوليو 52، وبينما كانت الصحف تنشر خبرا عن انتحار المشير عبد الحكيم عامر كان العمال يعلقون فى الشوارع أفيش فيلم اسمه («الخروج من الجنة»، بطولة فريد الأطرش وهند رستم وعادل إمام عن قصة لتوفيق الحكيم).

على هامش اتفاقية كامب ديفيد عام 78 كان الفيلم حديث الجماهير بالصدفة اسمه («الصعود إلى الهاوية»، لمديحة كامل ومحمود يس عن قصة أستاذنا صالح مرسى وإخراج كمال الشيخ ).. كانت الاتفاقية صعودا، وبمرور الوقت نكتشف حجم الهاوية التى بدأنا الصعود إليها فى هذا اليوم.

يوم اغتيال السادات كان بدور العرض فيلم اسمه (حكمت المحكمة)، بطولة فريد شوقى، وكانت محكمة الجماعات الإسلامية قد أصدرت حكمها باغتيال السادات فى هذا اليوم.

يوم قام العراق بغزو الكويت كان بدور العرض فيلم اسمه (حالة مراهقة.. بطولة فؤاد المهندس).. كانت قصة الفيلم تدور حول رجل عجوز يتورط فى سرقة ماسة ثمينة ثم يدفع الثمن غاليا، وهذا بالنص هو ما حدث مع صدام حسين الذى سرق ماسة الكويت ثم دفع ثمنا غاليا لـ(حالة المراهقة) التى انتابته ساعتها.

عودة لفيلم (4-2-4) الذى واكب وصول مبارك إلى الحكم.. وفى قصة هذا الفيلم ما يتقاطع مع قصة الثلاثين عاما التى قضاها فى الحكم.. الفيلم يحكى قصة شخص يرث ناديا مهما وكبيرا عقب وفاة رئيسه، كان يونس شلبى بطل الفيلم لا علاقة له بكرة القدم على الإطلاق، ولم يكن فى طموحه يوما ما أن يتولى هذه المسؤولية (ألا تذكرك هذه البدايات بشىء؟!)، بعد أن يتولى الرئيس الجديد مهمة النادى يلتف حوله مجموعة من المنتفعين بقيادة سمير غانم، ويضم للفريق أشخاصا لا علاقة لهم باللعبة، ولا يعرفون معنى الإخلاص، وبمرور الوقت يتحول النادى بالنسبة لهم إلى (سبوبة)، يكاد النادى أن يضيع ولا ينقذه فى اللحظات الأخيرة سوى جيل جديد من أشبال النادى.

هل أعجبك الربط؟

هل بدأت تقتنع بأنه صحيح؟

إذن.. أرجوك أن تدعو من قلبك أن أكون مخطئا وأن يكون هذا الربط مجرد هلوسة.. تسألنى لماذا؟.. لأنه فى فبراير الماضى وفى اليوم الذى أعلن فيه مبارك تخليه عن السلطة كان بدور العرض فيلم لكريم عبد العزيز اسمه (فاصل ونواصل).
رابط المقال: 4-2-4
المصدر: جورنال أون لاين
11:43 ص | 0 تعليقات

بلال فضل يكتب: طيب.. عاملونا كالكفار!

بلال فضل يكتبفي التحرير: طيب.. عاملونا كالكفار!
بلال فضل
عندما يغيب صوت العقل يمكن أن تجد نفسك متهما بالكفر فقط لأنك تؤمن بعدل الله ورحمته وترجو لكل من أحسنوا من عباده أن يحظوا برحمة الله. هكذا وجدت نفسى متهما بالكفر بعد مقالين نشرتهما بعنوان «المرحوم ستيف جوبز» و«أهم يقسمون رحمت ربك؟»، وعدد آخر من التويتات قام بعض المكفّرين باقتطاع بعضها بل وتحريف معناه ليحولوا سؤالا كتبته مستنكرا على البعض أن لا يؤمنوا مثلى بعدل الله ورحمته، فإذا به يصبح بقدرة المكفّرين عيبا فى الذات الإلهية، وإذ بى أجد شيخا يُفترض أن يجسّد خلق الإسلام يصفنى على الملأ بأننى «مخبول» فيسىء إلى نفسه، تماما كما أساء إلى أنفسهم كل الذين انهالوا علىّ بشتائم قبيحة وبذيئة قصدوا بها أن يدافعوا عن دين أمرهم بأن يقولوا للناس حسنا، وأن يدفعوا بالتى هى أحسن، لعل مَن بينهم وبينه عداوة يصبح كأنه ولىّ حميم. شاء الله أن أجد عاقلا كالدكتور محمد على يوسف الذى كتب مقالا ضافيا يناقشنى فيه بكل أدب وعقل، وقد شكرته عليه وقلت له إننى انطلقت فى ما كتبته من آيات فى القرآن الكريم وتفسير بعض المفسرين لها وإننى أنتمى إلى مدرسة أخرى فى فهم عدل الله ورحمته، وأؤمن بأن رحمة الله بها متسع لجميع الاجتهادات. قرأت أيضا كلاما منشورا فى أحد المواقع الإلكترونية لم ينشر من نقلوه اسم قائله الذى يتهمنى بتحريف كتب العلماء، وأنا أنصح كاتبه بأن يعود إلى كتاب «القرآن والسلطان» للأستاذ فهمى هويدى ليعرف أن ما نشرته عن المرحوم محمد عبد الله دراز كان مأخوذا بالنص مما نقله الأستاذ فهمى الذى استشهد ببضع فقرات مما قاله الدكتور دراز، ولا يعنى أنه لم يثبت كل كلامه أنه حرّفه، وإنما أخذ منه بمقدار حاجته إليه مثبتا اسم المرجع لكى يعود إليه من يريد.

لم أزعم يوما أننى علاّمة أو حجة على الدين، أنا رجل يحب أن يقرأ فى دينه، ويحب أن يشاركه الناس فى ما يقرؤه لعلهم يتفكرون، لست ولن أكون من الذين يتعبدون لله بمفهوم المشركين «هذا ما وجدنا عليه آباءنا»، أفتخر بأننى أنتمى إلى دين لم يجعل بين المسلم وكتابِ الله حاجزا أيّا كان، أؤمن أن الله سيسألنى عن فهمى لكتابه وسنة نبيه، لا عن فهم هذا الشيخ أو ذلك الواعظ، سيسألنى ماذا صنعت بعقلى الذى منحه لى، ولذلك لن أطلب ممن يكره ما أكتبه ويراه كفرا أو تجديفا أو زندقة أن يُعمِل عقله قبل أن يطلق الشتائم أو يكيل الاتهامات، سأطلب منه إذا أصر على تكفيرى ولم يخش عقوبة ذلك، أن يعاملنى كما أمره الله بأن يعامل الكفار فى محكم كتابه: «ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم»، «وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم لا نبتغى الجاهلين»، «فأعرض عنهم وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا»، وهو يوصى نبيه قائلا «وإن جادلوك فقل الله أعلم بما تعملون، الله يحكم بينكم يوم القيامة فيما كنتم فيه تختلفون».

إن القرآن الكريم يوصى المسلمين إذا دخلوا فى جدال مع أهل الكتاب بأن لا يجهروا فى وجوههم بأنهم كفار، مع أن هناك آيات أخرى تحكم عليهم بالكفر، يقول رب العزة «قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأننا مسلمون»، أى أنه أمر المسلمين فى جدالهم مع أهل الكتاب أن يتمسكوا بما هو مشترك بين الطرفين، وعندما يأتى ذكر المختلف لم يأمرهم بأن يقولوا لهم أنتم كفار بل استخدم فى آية أخرى بنفس المعنى صيغة «ونحن له مسلمون»، وهو ذاته أسلوب الحوار الذى يتبعه مع الكفار فى آية تقول لهم «قل الله وإنا أو إياكم لعلى هدى أو فى ضلال مبين»، ولم يقل لهم أنتم على ضلال، وفى آية أخرى يوصى نبيه إذا احتدم الجدال بأن يلجأ إلى صيغة المباهلة «فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين»، أى أنه جعل الحكم باللعنة على الكاذبين من أهل الكتاب حقا لله فقط دون غيره.

وكتابنا الكريم يحفل بعشرات الآيات التى تقرر للمسلمين أن حق الحكم على الإيمان وحق إدخال الجنة أو النار يملكه الله وحده الذى اختص نفسه بحق الفصل بين جميع الأديان والطوائف يوم القيامة، وهو ما بنى عليه العلماء الذين نقلتُ عنهم فهمهم لتعامل الله مع أهل الأديان الأخرى الذى يرتكز أساسا على هذه الآيات الثلاث «إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم» (البقرة-62). «إن الذين آمنوا، والذين هادوا، والصابئون، والنصارى من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم ولا هو يحزنون» (المائدة-69). «إن الذين آمنوا والذين هادوا، والصابئين والنصارى والمجوس، والذين أشركوا، إن الله يفصل بينهم يوم القيامة» (الحج-17)، وللأسف فقد تعرضت رغم ذلك لتكفير البعض الذين نسوا قول الله عز وجل «الله أعلم بإيمانكم بعضكم من بعض»، ونسوا أنه حتى عندما تأتى فى القرآن سيرة الذين يتربصون بالمؤمنين من المنافقين نجد الله يقول لنبيه «فالله يحكم بينكم يوم القيامة»، بل إنه قرر أنه الذى سيحكم بين النصارى واليهود فى ما كانوا فيه يختلفون من أمور العقيدة، انظر سورة آل عمران الآية 55 وسورة النحل الآية 124، فكيف سيكون الحال إذن مع ما يختلف فيه المسلمون من أمور العقيدة؟ هل يُعقل أن يجعلها الله ملكًا للمكفّرين والشتّامين الذين ينسون أن الله يذكّر نبيه بأن التوبة حق لله وحده «ليس لك من الأمر شىء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون. ولله ما فى السماوات وما فى الأرض يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله غفور رحيم».

هذه هى رحمة الله تتنزل فى كتابه، فأين هى إذن فى كلام كثيرين ممن يزعمون الدفاع عنه؟ لا حول ولا قوة إلا بالله.
المصدر: جورنال أون لاين
11:28 ص | 0 تعليقات

إبراهيم عيسي يكتب: 770 بطلا!

إبراهيم عيسي
إبراهيم عيسي يكتب في التحرير: 770 بطلا!

لا أعرف هل سمعت من قبل عن منظمة سيناء العربية أم لا؟
عموما هى منظمة تكونت من أبطال من قبائل وبدو سيناء مع ضباط من المخابرات الحربية لمقاومة الاحتلال الإسرائيلى لسيناء، وبعد انتهاء العمليات العسكرية فى أكتوبر 1973 وانسحاب القوات الإسرائيلية من سيناء وتسلم الأراضى المحررة، شُكّلت لجان بالمخابرات الحربية المصرية لتحديد أسماء المجاهدين من أعضاء منظمة سيناء العربية الذين شاركوا فى تحرير سيناء وحددت اللجنة -كما يحكى اللواء فؤاد حسين فى كتابه عن سيناء- سبعمئة وسبعين شخصا من منظمة سيناء العربية، منهم 13 من العسكريين السابقين بالمخابرات الحربية، الذين أداروا أعمال المنظمة وقادوا العمل الوطنى على أرض الفيروز والباقى من غير العسكريين وعددهم 757 شخصا، ومنهم 18 شهيدا ومفقودا تم منحهم وسام الجمهورية، والباقى 739 من الأحياء تم منحهم نوط الامتياز من الطبقة الأولى، وهذه الأعداد من 12 محافظة من محافظات الجمهورية، ومعظمهم من محافظتَى شمال سيناء وجنوبها، فعدد مجاهدى سيناء ستمئة وثمانية وثمانون بطلا، ومن السويس 22 والإسماعيلية 15 وبورسعيد 11 والقاهرة 8 والشرقية 5، واثنان من كل من المنوفية والدقهلية وأسوان وواحد من كل من الغربية ودمياط، من هؤلاء مثلا الشيخ عيد أبو جرير الذى أمر مريديه وأتباعه -وهم كثيرون- بجمع الأسلحة التى تركها الجيش المصرى خلال انسحابه فى يونيو 67 وإخفائها فى أماكن سرية ثم إعادتها إلى القوات المصرية بعد الانسحاب، وقد طلبت منه القيادة المصرية ترشيح بعض الشباب لتدريبهم على أعمال المخابرات فرشح لهم ستة أفراد تم تدريبهم وتحققت على أيديهم نجاحات كبيرة فى مهامّ كُلفوا بها داخل إسرائيل. ويروى اللواء فؤاد حسين عن بطولة المجاهد شلاش خالد عرابى الذى كان يُعتبر من أنشط مندوبى المخابرات الحربية وأبرز رجال منظمة سيناء العربية الذى دوخ المخابرات الإسرائيلية بكل أجهزتها وأفقدها توازنها فى أواخر الستينيات، لذلك رصد جهاز الأمن الإسرائيلى «الشين بيت» آلاف الدولارات مكافأة لمن يرشد عنه أو يساعد فى القبض عليه حيا أو ميتا، وهو المجاهد الذى نُشرت قصته فى كتاب «المخابرات السرية العربية» للكاتب الإسرائيلى ياكوف كاروز، وهو الفدائى الذى قال عنه المدعى العام العسكرى الإسرائيلى عوزى زاك إنه وشبكته من أخطر شبكات الجاسوسية التى كشفت عنها إسرائيل حتى الآن، وذلك فى أثناء محاكمته أمام المحكمة العسكرية الإسرائيلية التى حكمت عليه فى التهم الأربع التى وُجهت إليه بالسجن لمدة 39 سنة.

لقد قبضت عليه المخابرات الإسرائيلية فى آخر عملية قام بها شلاش خلف خطوط العدو فى ديسمبر عام 1968، وهى العملية رقم 64، بعد مقاومة عنيفة منه وتبادل لإطلاق النار نتج عنه إصابته فى الفك وقطع فى اللسان، وقد عذبوه بقسوة وهو الجريح، وأهانوه بخسة ونذالة وهو الأسير، فلم يزده ذلك إلا حماسا وقوة، وتم الإفراج عنه بناء على طلب المخابرات الحربية المصرية فى مارس 1974 ضمن صفقة تبادل الأسرى.

وغير هؤلاء قائمة طويلة من أعظم معجزات البطولات فى تاريخ مصر لهؤلاء الشجعان الأفذاذ، لكن ماذا فعلنا لهؤلاء الأبطال؟

أقول لك يا سيدى ماذا فعلنا لتعرف أننا لن نتقدم خطوة نحو بناء وطن حديث عصرى متطور قوى عفىّ ديمقراطى حر متحضر ما دمنا نعامل أبطالنا بهذه الطريقة الرخيصة..

كيف كافأت مصر هؤلاء الأبطال؟

مصر بحكوماتها المتعاقبة وحكامها الفراعنة والمتفرعنين ومؤسساتها الجاثمة وخزائنها المراق فلوسها على الفساد والنهب قررت أن تعمل فيها وفية لأعضاء منظمة سيناء فتمخضت واتنفخت وفردت ضلوعها ورفعت صدرها، وقررت وزارة الشؤون الاجتماعية منح أعضاء جمعية مجاهدى سيناء، مكافأة شهرية قدرها ثلاثة عشر جنيها.

ما رأيكم فى هذا المبلغ الهائل الطائل؟

شوف أيضا ما الذى جرى وحصل بعدها وتحديدا بعد ست وعشرين سنة على حرب أكتوبر وتحرير سيناء، وذلك فى 18 أبريل 1999، حيث تقدم عضو مجلس الشعب عن جنوب سيناء، باقتراح برغبة بشأن صرف إعانة شهرية قدرها 200 جنيه لمجاهدى سيناء (إيه رأيك؟ مئتا جنيه أهو، عدّاهم العيب وقزح).

وقد عقدت لجنة الاقتراحات والشكاوى اجتماعا للنظر فى هذا الاقتراح (وأحب أن أسجل هنا نقلا عن المضبطة التى نشر صفحاتها اللواء فؤاد حسين أسماء الحاضرين فى اجتماع اللجنة وكانت برئاسة المستشار محمد جويلى، رئيس لجنة المقترحات والشكاوى، وحضره كل من السادة: العميد ممدوح شاهين (ممثلا لوزير الدفاع وكان وقتها عميدا قبل أن يصبح اللواء ممدوح شاهين الذى نعرفه الآن ونعرف قوانينه!)، وكذلك يحيى أحمد منصور (وكيل وزارة المالية وقتها)، ومحمد سمير بدر (وكيل وزارة المالية وقتها)، واللواء محمد فؤاد حسين (ممثلا لجمعية مجاهدى سيناء).

وقررت اللجنة تقديم اقتراح بقانون يرفع قيمة المكافأة الشهرية لأعضاء جمعية مجاهدى سيناء إلى 500 جنيه شهريا (يا للهول والعظمة!)، لكن للأسف حتى لحظة قراءتك هذه السطور لم يتم تنفيذ هذا الاقتراح ولا يزال مَن بقى من منظمة سيناء العربية يتقاضى ثلاثة عشر جنيها شهريا! لا تعليق. إلا إذا كنت تريد أن تعلق أحدا من رقبته!
رابط المقال: 770 بطلا!
المصدر: جورنال أون لاين
11:23 ص | 0 تعليقات

عمر طاهر يكتب: برما فى المدرعة

السبت، 15 أكتوبر 2011 | 2:24 م

عمر طاهر
عمر طاهر يكتب في التحرير: برما فى المدرعة
قلت لبرما «شفت المدرعة اللى اتسرقت» فقال: المشكلة أن هذه المدرعة كانت فاتحة بيوت، قلت له «لقد أسهم هذا الحادث فى انقسام الناس بزيادة»، فقال: شىء متوقع.. أنا شخصيا لم أنزعج إلا ممن تعاطف مع الجيش فقط لأن الضحايا مسيحيون.. هذا النوع من الناس هو الذى دعّم بقاء مبارك فى السلطة 30 عاما.

قلت له «هذا حقيقى»، فقال برما: لقد وقعنا جميعا فى الفخ بمن فينا المجلس العسكرى، إنه يشاركنا الحفرة دون أن يساعد نفسه على الخروج، ودون أن يسمح لنا بأن نساعده حتى يخرج.. كنت أشعر بغضب تجاه المجلس خلال الشهور الأخيرة، الآن أصبحت أشعر تجاهه بالامتعاض.

قلت له «مش فاهم»، فقال: كل ما يحدث الآن كان يمكن تفاديه بسهولة مبكرا، لكن المجلس بطبعه مكابر وصوته من دماغه، تعرف.. الجملة الوحيدة التى هضمتها بسهولة فى مؤتمر المجلس الصحفى الأخير تصريحهم بأنهم يقبلون النقد السياسى، ولا يقبلون الاتهام بالتباطؤ لأنه ينطوى على تخوين ما، هم يعرفون جيدا أنهم بيتعلموا فينا السياسة وبصراحة هذا ليس وقت التعليم أبدا، وهى فترة لا نمتلك فيها رفاهية أن نجرب ونشوف، لقد تسلم المجلس البلد ونحن فى منتصف عملية جراحية.. هو أفضل واحد فى العالم يحمى المستشفى لكنه لم يسبق له دخول غرفة العمليات، ومع ذلك يكابر.

قلت له «قصدك ومع ذلك بيعُكّ»، فقال: تقديرى أن العك الحاصل حاليا ليس «عك» شخص طامع فى السلطة ولكنه «عك» شخص خائف، ربما خائف على نفسه أو على البلد.. لا أستطيع أن أجزم بشىء، المجلس يتعالى على الجميع لكنه ليس تعالِىَ شخص يسيطر على الأمور، إنه تعالِى شخص يدارى ارتباكه الشديد، حتى اهتمامه دائما بأن يحافظ على كبريائه بطريقة مبالغ فيها، يعطيك انطباعا أنها ليست كبرياء من يثق فى نفسه، لكنها كبرياء واحد يدخل كافيه شهيرا مزدحما لأول مرة فى حياته، ويشعر أن هناك من ينظر له من تحت لتحت.

قلت له «وماذا أيضا يا برما»، فقال: سنفترض أن الجيش لم يطلق الرصاص.. الجيش مخطئ لأن هناك أكثر من 20 شخصا ماتوا أمام عينيه برصاص طرف ثالث ولم يستطع أن يحميهم. سنفترض أن شخصا ما سرق المدرعة ودهس بها الناس.. الجيش مخطئ لأنه غير قادر على حماية مركباته بشكل يشكل خطرًا علينا جميعا، فما الذى يضمن ألا تتكرر عملية السرقة؟ سنفترض أن الجيش لا يعرف شيئا اسمه مسلم ومسيحى.. الجيش مخطئ لأنه أشاد بتغطية التليفزيون المصرى، الذى طالب صراحة بتدخل الشعب لإنقاذ الجيش من هجوم الأقباط.. مخطئ لأنه حافظ على كبريائه بأن اعتبر أن التليفزيون هو صوته الرسمى، وصوته الرسمى لا يمكن أن يقع فى الخطأ ويستحق الإشادة، حتى لو كان أسهم فى الخراب الذى حدث.

سنفترض أن الجيش كان صادقا فى كل ما قدمه فى المؤتمر الصحفى لتبرئة نفسه.. الجيش مخطئ لأنه إذا كان يمتلك صك البراءة مقدما، فلماذا أعد لجنة تقصى حقائق وتحقيق فى الأمر؟ وماذا سيكون موقف الجيش وكيف ستكون صورته إذا ما أثبتت هذه اللجنة عدم صحة كل ما قيل فى المؤتمر؟

سنفترض أن مجندى ماسبيرو لا يحملون ذخيرة أو يحمون المبنى برصاص فشنك.. الجيش مخطئ لأنه «ينفع حد يقول كده؟»، هل يصح أن يعلن الجيش أمام من يقول إنهم عناصر مندسة وخارجية، أن المبنى الاستراتيجى تتم حمايته برصاصات فشنك؟

سنفترض أن الإخوة الأقباط كانوا ضحايا عناصر خارجية وطرف ثالث كما يقول الجيش.. الجيش مخطئ لأنه لم يحزن على ضحايا وقعوا فى حضوره وفى عهد قيادته.. لم يحزن عليهم كما ينبغى، فلا كان هناك حداد رسمى كما قال وزير الإعلام، وكانت الإذاعات المصرية والفضائيات المصرية تعرض وتذيع الأغانى والأفلام كأن شيئا لم يحدث، بل إن الجيش لم يكلف نفسه حتى أن يؤجل مباراة كان محتملا أن يفوز فيها الزمالك، فيخرج عشرات الآلاف من الاستاد فى مسيرات احتفالية ستؤذى مشاعر كل من حزن على الراحلين وعلى حالنا عموما.

قلت له «عموما الزمالك خسر»، فقال: هذا من حسن ظن الزملكاوية.. كانوا سيفرحون ليلة ثم سيذكرهم التاريخ للأبد بأنهم الجمهور الذى أضاء ليل القاهرة بالشماريخ ومسيرات الزفة البلدى، بينما يقضى أكثر من 25 شابا مصريا ما بين مسلم وقبطى ومجند فى الجيش المصرى ليلتهم الأولى فى قبورهم.
رابط المقال: برما في المدرعة
المصدر: جورنال أون لاين
2:24 م | 0 تعليقات

بلال فضل يكتب: من مقام الأسى

بلال فضل
 بلال فضل يكتب في التحرير: من مقام الأسى

■ فى بلادنا تسرق شقة فتحاكم عسكريا، تسرق وطنا بأكمله فنضرب لك التحية العسكرية. فى بلادنا تستطيع أن تمسك ضحايا القنص لكنك لا تستطيع أن تمسك بالقناصة أبدا.

■ نحن الآن ندفع للأسف الشديد ثمن تطبيق المفاهيم العسكرية على الحياة المدنية. على سبيل المثال يتصرف المشير طنطاوى مع بعض الفاشلين الذين يعاونونه على أنهم جثث لا بد أن يحتفظ بها حتى النهاية، كأنها جثث فقدها فى ميدان المعركة ولا بد أن يعود بها إلى أرض الوطن، مع أنه فى دنيا السياسة إكرام الفاشل دفنه. بعد مجزرة ماسبيرو كان لدى المشير اختياران، الأول أن يعاقب حفنة من المدنيين والعسكريين ويدرك وضعه الجديد كقائد سياسى للبلاد كلها وليس قائدا للقوات المسلحة فقط، ولذلك كان عليه أن يعتذر عما فعلته الشرطة العسكرية، التى أثبتت الفيديوهات أنها هى التى فجّرت الموقف وأعطت الفرصة لمن أراد أن يستغله فى إشعال الفتنة، والاختيار الثانى أن يضع بلدا بأكمله فى مهب الريح، ويعطى الفرصة لمشاعر السخط أن تتنامى بشكل لا يعلم عاقبته إلا الله، للأسف فضّل المشير الاختيار الثانى حتى الآن، مع أن العدل كان يمكن أن يداوى الجراح كلها، لكن ما أصعب العدل فيكى يا مصر.

■ عندما يلتقى مينا دانيال بطارق الأقطش فى الجنة لن يصدق طارق حكايته أبدا، وأظن أن مينا لن يرغب فى جرح مشاعر طارق، ولن يوجع قلبه على مصر، لذلك سيكتفى بأن يقول له إنه لا يعلم من قتله.

■ الذى ينشر فيديو لقبطى متطرف على أساس أن هذا يبرر القتل، هل سيهدأ لو قتل عنصرى غربى بعض المسلمين ثم نشر فيديوهات متطرفة لبعض المشايخ لكى يبرر فعلته؟ إذا فرحت وأنت تنشر فيديو به مسيحيون يقولون كلاما متطرفا، هل تدرك أنك تجعل من الكلام مبررا للقتل، وتنسى أن هذا سلاح ذو حدين يمكن أن يستخدم ضد أبناء دينك الذين يوجد بينهم متعصبون كالذين يوجدون بين المسيحيين، ولو اتخذ كل منا من كلام المتعصبين مبررا للقتل لفنيت الأرض ومن عليها. نعم أعرف أن هناك متطرفين أقباطا، وقد سبق أن نددت بتطرفهم، كما هاجمت تحول الكنيسة فى مصر إلى بديل للدولة، لكن ضميرى يدعونى لأن أسألكم: هل وفرنا للأقباط العدل فى كل الجرائم التى تعرضوا لها منذ سنين بعيدة؟ هل طبقنا معهم تعاليم ديننا السمحة؟ هل تركنا لهم بديلا عن اللجوء إلى الكنيسة؟ أسئلة أطرحها على ضميركم، وكل واحد وضميره.

■ تأثير وزير الإعلام أسامة هيكل، ضد المجلس العسكرى تأثير فتاك، دخل الرجل لمدة خمس دقائق فى مداخلة مع برنامج «العاشرة مساء» فنجح فى تحويل صديقنا مجدى الجلاد إلى واحد من أسياخ الثورة، أعتقد أن من يريد إشعال الثورة ثانية عليه أن يستضيف هيكل ساعتين على الهواء، كنت أتمنى أن أبدأ بنفسى وأستضيفه، لكننى صاحب عيا، ولا أريد إدمان المهدئات التى يتناولها الأستاذ عماد جاد. عندما سمعت صوت هيكل وهو يتحدث أدركت كم لكرسى السلطة فى بلادنا مفعول سحرى فى تحويل الناس إلى طواغيت. أتذكر أسامة هيكل الذى عرفته دمث الخلق هادئا مرتب الأفكار، ثم ها هو بعد أسابيع فى الوزارة يتحدث بمنتهى العجرفة فى التليفون، كأنه جنرال يأمر الناس بأن تخاف على مصر التى لم يخف عليها تليفزيونه، ولم ينقصه سوى أن يختم مكالمته قائلا الله الوطن بالأمر، ثم يزعق فى المشاهدين كل واحد على زنزانته. فى نفس الحلقة طلع أستاذنا صلاح عيسى، وصديقنا ضياء رشوان، بنظرية إعلامية جديدة هى أن مشكلة الأحد الدامى الرئيسية كانت فى التغطية الإعلامية المباشرة، وهى نظرية ستسجل باسميهما فى كتب الإعلام، من الآن على المراسل أن ينتظر حتى يبرد الحدث تماما، ثم يقوم بنقل مقتطفات منه، ويترك حرية تسخينها للمشاهد.

■ فى مداخلتها فى نفس الحلقة قررت المذيعة رشا مجدى، أن تقول لمن قرر أن يضحى بها: مش أنا اللى أروح ضحية يا عينيا، فاعترفت أن هناك مسؤولا قام بتلقينها الخبر الذى قرأته، وأنها لم تقل شيئا من رأسها، ثم انقطع صوتها وعادت لتقوم بتحميل المسؤولية للمعد، شعرت أن أحدا اتصل بمنزلها، ودارت هذه المكالمة «ادينى رشا فورا.. بتكلم (دريم) يا فندم.. مانا عارف قولى لها مش الوزير اللى يلبسها يا رشا.. خليكى فى المعد أحسن.. حاضر هابلغها يا فندم حالا»، صديقنا رامى محسن قال إن المسؤولية فى النهاية ستلبسها «الإير بيس»، باعتبارها نقلت المعلومات خطأ لأذن رشا. بالمناسبة رشا مجدى اعترفت بخطأها مشكورة، وقالت إن التليفزيون غلط، بينما اللواء إسماعيل عتمان يرى أن التليفزيون لم يخطئ، وكان فى منتهى المصداقية والحيادية، هل ستحاكم رشا مجدى عسكريا بتهمة تكذيب المجلس العسكرى؟

■ عندما قرأت أن النيابة العسكرية تسلمت ملف التحقيقات فى مجزرة ماسبيرو لا أدرى لماذا تذكرت عمنا أحمد فؤاد نجم وهو يقول «فالقاضى تبع البتاع، فالحق على المقتول».

■ ليس مهما عندى أن أكتشف قدرة البعض على الفخر بكونهم حيوانات فقدوا التعاطف مع المظلومين، المهم أن أكتشف أننى ما زلت محتفظا بإنسانيتى، وهذا يكفينى.

■ من حقك أن تكون طائفيا حقيرا فلا يؤثر فيك دم الأبرياء ولا يهزك الظلم والافتراء على الناس، لكن هل أنت غبى لدرجة أنك لا تخاف على أمن بلدك ونفسك. ألا تدرك أنه فى الفتن الطائفية لا يوجد غالب ولا مغلوب لأن الكل مغلوب وإن بدا منتصرا.. تعلموا من لبنان والبلقان، وإذا لم تخافوا على مصر فخافوا على أنفسكم.

■ من لم يعظه وجه مينا دانيال فلا واعظ له.
رابط المقال: من المقام الأسي
المصدر: جورنال أون لاين
2:21 م | 0 تعليقات

ابراهيم عيسي يكتب: يا حول الله!

إبراهيم عيسي
 ابراهيم عيسي يكتب في التحرير: يا حول الله!

 ما الذى جعل المصريين المسلمين يرفضون أن يروا كنيسة بجوارهم، وأن لا يسمعوا جرسا يدق فى شارعهم أو قريتهم؟

أول ما يصفعك من هذه الحالة المتعصبة المتمسحة فى التدين أنها لا علاقة لها بالدين إطلاقا، ليس رفض بناء كنيسة أو وجودها فى قريتك أو مدينتك تعصبا فقط بل جهل أيضا، وليس جهلا عاديا بل جهل بيِّن بالدين!


شهادات المسلمين فى قرية المريناب، التى حصل عليها أعضاء بعثة تقصى الحقائق، التى شكلتها لجنة العدالة الوطنية بمجلس الوزراء، تؤكد حجم ما تعيشه مصر من تعصب وما تغرق فيه من تطرف شعبى، وهذه هى المصيبة. إن الموضوع ليس تطرفا من جماعات دينية، أو تعصبا من دعاة ووعاظ من الغلاة المتشددين، بل هو تعصب فى داخل وجدان وعقل المواطن المصرى العادى الذى تغير تماما عن مصرى الخمسينيات والستينيات، وتحول مع المد الوهابى السعودى الذى غزا مصر عبر الجماعات الإسلامية إلى متدين متعصب ضد الأقباط.

تسأل البعثة كبار أهالى القرية: هل لدى الأهالى مشكلة فى أن يقوم الأقباط بالصلاة فى هذا المكان؟

ج: ليس لدى الأهالى أى مشكلة فى أن يقوم المسيحيون بالصلاة فى هذا المكان، ولكن على أنه منزل أو مضيفة لا كنيسة، فالمسلمون يقولون ليس لدينا مانع فى أن يصلى المسيحيون داخل هذا المكان، أو أن يفعلوا ما يريدون، ولكن بشرط أن يكون هذا المكان مضيفة أو منزلا، حتى لو قاموا ببناء عشرة أدوار، ولكن هم رافضون وجود كنيسة.

السؤال بقى هنا فى غاية الأهمية: ولماذا -إن شاء الله- رافضين وجود كنيسة؟

لن تجد إجابة واضحة، حيث لن يعترفوا قطعا بأنهم متعصبون، بل ستجد إجابة أخرى عن سؤال آخر، وهو: هل عندكم مانع فى أنهم يصلوا فى القرية؟

ج: إحنا مش ممانعين أبدا أن يبنوا مضيفة أو منزلا، ويا رب يصلوا فيها ليل نهار، ولكن يبنوا كنيسة ده أمر مرفوض تماما.

ترجع وتسأل نفسك، ليه يا سيدى مرفوض تماما، هل توجد شريعة إسلامية تمنع المسيحيين من بناء دور عبادتهم، هل هناك أوامر إلهية بإخلاء بلاد المسلمين من الكنائس؟

نعود إلى أسئلة البعثة للأهالى..

س: أنتم كنتم تتفاوضون على أن لا تكون هناك أجراس أو صلبان على الكنيسة، واتفقتم على ذلك فى كنيسة العذراء فى إدفو فماذا حدث؟

ج: إحنا اتفقنا فعلا، واللى اتفق مع إخوتنا المسيحيين من القرية ومن أهلنا، وإحنا فوضناه فى القعدة، لكن هو ماكانش فيه كنيسة خالص.

(أنا عايزك تنتبه لجملة إخوتنا المسيحيين، قال يعنى كده سماحة وتسامح، بينما نرفض كنيستهم ونهدمها ثم نقول الإخوة المسيحيين) مرة أخرى نكمل.

س: إيه الضرر الواقع على المسلمين فى أن إخواننا المسيحيين يكون ليهم كنيسة يصلوا فيها؟

ج: فأجاب أنا أسألك سؤالا، ما الضرر الواقع على القدس من الإسرائيليين؟ أو ما الضرر الواقع على المسلمين فى إيطاليا؟ (أخذتم بالكم من هذه الإجابة المذهلة، لقد شبه أهل القرية جيرانهم المسيحيين المصريين بالإسرائيليين وبالإيطاليين، وقد أوهم أحدهم طبعا أهل القرية أن إيطاليا تمنع بناء المساجد، بينما المقصود الفاتيكان!)، وتدخل شاب فى الإجابة، وقال: لا ضرر، ولكن الأمر جاء بلىِّ ذراع المسلمين.

تدخل رجل منهم وقال لماذا استغل الأقباط ظروف البلد الحالية وعايزين يبنوا كنيسة؟ قال الشيخ حبيب إنه اللى مزعل المسلمين من البلد كلها مش بناء كنيسة، ولكن هناك كان فى لىِّ ذراع، وكان لازم ييجوا يستأذنوا مننا، وأنا كنت جبت فلوس الجامع وبنيت ليهم الكنيسة.

الشيخ حبيب -الذى حرَّض، كما قال أهل القرية على هدم الكنيسة- هو زعلان فقط لأنهم لم يستأذنوه فى بنائها، على اعتبار أن المسيحيين يجب أن لا يبنوا استنادا إلى حقهم ولا إلى القانون، ولكن بناء على سماح المسلمين وعفوهم عند المقدرة!

الأمر لم يقف عند هدم أو منع بناء كنيسة، بل وصل إلى حصار المسيحيين الموجودين فى القرية، ومنعهم من الحركة والبيع والشراء، لنواصل مع أسئلة بعثة تقصى الحقائق الموجهة إلى أحد كبار القرية لنعرف:

س: تم حصار المسيحيين حتى منع عنهم الأكل، إيه تفسيرك؟

ج: لا، فى اليوم ده المسيحيين ماحدش كان بيبيع ليهم أكل، وعشان يروح إدفو يتسوق كان هياخد وقت، وعشان كده الشرطة هى اللى جابتلهم الأكل.

أنا واثق أن أهالى قرية مريناب ناس فى منتهى الطيبة والشهامة والجدعنة، لكنهم وصلوا إلى حد تجويع جيرانهم المسيحيين فى حصار لا إنسانى ولا آدمى، لأنهم اعتقدوا أن ربنا موافق على كده، وافتكروا أن الإسلام يمنع بناء كنيسة أو يعطيهم الحق فى هدمها وفى منع الأكل عن المسيحيين، وهو بالضبط ما فعله كفار قريش فى المسلمين بمكة، حين حاصروهم فى شِعب أبى طالب، ومنعوا عنهم الأكل والشرب.. كأننا من فرط تديننا أصبحنا نفعل أفعال الكفار!
رابط المقال:  يا حول الله!
المصدر: جورنال أون لاين
2:10 م | 0 تعليقات

نوارة نجم تكتب: تدرى

الثلاثاء، 11 أكتوبر 2011 | 2:34 م

نوارة نجم
نوارة نجم تكتب في التحرير: تدرى

وقال تدرى قبل أن يخنق زوجته الأخيرة: لم يأمرنا أحد بقتل المتظاهرين.

هكذا شهد سيادة المشير مرارا وتكرارا، وهكذا أكد الفريق سامى عنان نافيا ما نسب إليه من تصريحات حول رفض القوات المسلحة إطلاق النار على المتظاهرين. أحسن… كنا عايزين نحبكم، مش عايزينا نحبكم بلاش.

بما أن المخلوع كان فى حنكه سكرة، وفى وجهه جوهرة، ولم يأمر بقتل المتظاهرين، وتعهد بعدم الترشح لفترة رئاسية جديدة، فلماذا تمت تنحيته؟ نحن الآن نعود إلى يوم 10 فبراير، حيث أكد الرجل أنه سيتابع بنفسه كل شىء، وأنه متمسك بالسلطة حتى انتهاء فترته الرئاسية، بينما رفض المتظاهرون عرضه وقالوا له: ارحل.. ارحل.. ارحل.. يا مبارك يابن الـ… إنت ماعندكش قلب؟ الشعب يريد إسقاط النظام.. ارحل يعنى امشى.. ياللى مابتفهمشى.. ثم خرج علينا اللواء عمر سليمان، بصحبة الراجل اللى واقف ورا عمر سليمان، مؤكدا أن الرئيس قرر تخليه عن منصب رئيس الجمهورية وكلف القوات المسلحة بإدارة شؤون البلاد. طيب.. نحن لم نسمع هذا الخبر من الرجل، فلماذا لم يتله علينا بنفسه؟

قشطة جدا.. فليخرج مبارك إن كان بريئا من دم الشهداء، ولنأت به إلى المحكمة ونسأله: إنت يا عم تخليت وكلفت القوات المسلحة بإدارة شؤون البلاد أم كان هذا انقلابا عسكريا عليك؟

وبما إنه عشرة 30 سنة، ومبارك، ومنوفى، وزمباوى.. فأنا عارفة هو حيرد يقول إيه؟ بواهاهاهاهاع هاع هاع هااااااع.

عزيزى القارئ، ما سأكتبه الآن هو سيناريو من محض خيالى المريض، والله الموفق:

قال لك، الرجل لم يرغب فى التنحى أو التخلى، إلا أن القيادات قالت له: تنح يا ريس ولك العهد والوعد بأنك لن تحاكم ولن نقبل بسجنك.

وبما أن رجال الصعيد عرفوا باحترامهم للكلمة، فقد التزموا بتعهداتهم، وهو الراجل إيه غير كلمة؟

فشهد أحدهم بأن الرئيس لم يصدر الأوامر بإطلاق النار، لا للقوات المسلحة، ولا حتى لوزير الداخلية، بل إن الداخلية لم تقتل المتظاهرين، وإنما عناصر مندسة من حماس وحزب الله هى التى تسللت إلى البلاد وقامت بالثورة، وقتلت المتظاهرين، وأصلا أصلا.. المتظاهرون لم يدفعهم إلى التظاهر إلا هذه العناصر. وما زلت لا أعلم كيف لرئيس المخابرات العامة السابق أن يشهد على نفسه بالفشل، أو التواطؤ، أو الخيبة التقيلة؟ عناصر حزب الله وحماس تتسلل إلى البلاد، وتحرض الناس على التظاهر، وتدفع بالملايين إلى الشوارع، ثم تقتلهم بعد أن تتنكر فى زى ضباط مصريين من الداخلية، سبحان الله، لا سحر ولا شعوذة، بينما يجلس السيد عمر سليمان ليؤكد أن البلاد كانت مثل المصفاة يدخل إليها ويخرج منها كل من هب ودب وهو سعيد بنفسه قوى: نياهاهاها… أنا فاشل.

ثم يشهد سيادة المشير بأنه شخصيا لم يتلق أوامر بإطلاق الرصاص على المتظاهرين، وأنا أصدقه فى تلك، وأنه لم يسمع الرئيس وهو يأمر وزير الداخلية بإطلاق النار على المتظاهرين. وأصدقه فى هذه أيضا، وحين سئل عن شهادة عمر سليمان بتسلل عناصر خارجية، نفى ذلك، وقال إنه فى أثناء الثورة لم يتسلل إلى مصر عناصر من حزب الله ولا حماس، أما عن إمكانية أن يكون قاتل المتظاهرين من العناصر الخارجة عن القانون، فأجاب: احتمال وارد. وأنا مش فاهمة الإجابة.. آه ولّا لأ؟ كان بإمكان المشير أن يجيب مثلما أجاب عن الأسئلة السابقة: لم أر بعينى عناصر خارجة عن القانون تطلق الرصاص على المتظاهرين. إذن فسيادة المشير قرر بأن يشهد بما تلقاه هو من أوامر، وما سمعه هو بأذنيه من المخلوع، وتجاوز عما يمكن أن يكون أبلغه به أى من المسؤولين الآخرين بصيغة: الريس عايز.. الريس بيقول.

وكذا فعل الفريق سامى عنان. طيب.. أنا بقى عايزة مبارك يخرج براءة. نحن من نعرف مبارك جيدا، ونعلم تماما ما الذى يمكن أن يفعله. مبارك ليس رئيسا للبلاد لانقضاء فترته الرئاسية فى شهر سبتمبر، لكن لا بأس من التحقيق فى ما حدث، وهل تخلى بالفعل عن منصبه أم كان ما حدث يوم 11 فبراير هو الانقلاب العسكرى الذى هددنا به عمر سليمان فى خطابه قبل الأخير؟ وإن كان رجال الصعيد يلتزمون بتعهداتهم، فلنا مع مبارك، صديق بن إليعازر، تاريخ طويل من نقض العهود، والسكع على القفا (فاكرين لما عمل لنا علاوة وبعدين ضاعف سعر البنزين؟ ههههه لعّيب الراجل ده)، وسيشهد مبارك بما حدث أيضا: ولا تخليت، ولا كلفت حد، ولا أعرفهم أصلا يا باشا، دول عملوا انقلاب عسكرى.

ما عقوبة الانقلاب العسكرى؟ اللهم اخزيك يا شيطان.. تهيؤات تهيؤات.
رابط المقال: تدري
المصدر: جورنال أون لاين
2:34 م | 0 تعليقات

إبراهيم عيسي يكتب: المجلس العسكرى شارك فى نجاح المؤامرة.. إن كانت مؤامرة!

إبراهيم عيسي
إبراهيم عيسي يكتب في التحرير: المجلس العسكرى شارك فى نجاح المؤامرة.. إن كانت مؤامرة!

أيا كانت الجهة، خارجية أم داخلية، التى خططت لاستدراج المجلس العسكرى إلى هذه المجزرة المأساوية، فقد نجحت نجاحا مبهرا، وأول من ساعدها فى ذلك يقينا هو المجلس العسكرى نفسه!

إذا كان هناك عنوان للفشل، فهو ما جرى ليلة الإثنين السوداء، حيث وجدت مصر نفسها فى أزمة بين الأقباط والجيش، بل بين الجيش وكل مرعوب على مصر من مستقبل ليس فيه إلا الماضى!

هناك عناصر داخل مظاهرات الأقباط، سواء أكانت من متطرفين أقباط أم من أطراف عميلة لمخابرات إسرائيلية أو جهات أمنية محلية من بقايا النظام السابق، قد دخلت المظاهرة بقصد تفجير البلد، فأطلقت الرصاص على جنود مصريين حتى يسقط الجيش فى الفخ، وقد نجحت هذه الجهات فعلا، ووقع الجيش فى الفخ، ولعلها تحتسى الآن نخب نجاحها، وترسل برقيات تهنئة على تفوقها المدهش!

وإذا كان المجلس العسكرى يدرك منذ فترة أن هناك مؤامرة تحاول النيل منه، وتفكيك علاقته بالشعب، وبث روح عدائية تجاهه، فكيف اندفعت مدرعاته لإنجاح هذه المؤامرة بهذه الطريقة؟

إذا كان المجلس يتحسب ويتحسس منذ أسابيع هذا الخطر، فلماذا لم يستعد له باحتوائه وإجهاضه؟

دعنا نستبق لجان التحقيق (هذا إذا تشكلت)، ونؤكد أن مظاهرات الأقباط كانت غاضبة، ومحتجة، ومحتدمة، ومنتشرة، وهذا طبيعى فى سياق بلد يتظاهر ويعتصم كل يوم، ثم بديهى بعد حادثة هى الثالثة أو الرابعة منذ الثورة، حيث يخرج مئات المسلمين المتعصبين ويحرقون أو يهدمون كنيسة ولا يرى الأقباط جهة أو شخصيات مسؤولة عن الحرق أو الهدم تتم معاقبتها، وترمى الحكومة كل مرة بالمسؤولية على مخالفات إدارية للأقباط، ثم يُطيِّب المجلس العسكرى الخواطر بالاستعانة بشيوخ معادين للأقباط ليحلوا المشكلة بكلام وشعارات، ما تلبث أن تنهار أمام حادثة جديدة، فكانت مظاهرات متوقعة ويذكى أوارها قساوسة وكهنة متعصبون، لكن الحقيقة أن الأرض خصبة تماما للغضب، فالحكومة عاجزة حتى عن غلق فم محافظ أسوان عن التصريحات الخائبة، والمجلس سلبى فى التعامل مع الأزمات الطائفية، وإذا كان موعد المظاهرات معروفا ومكانها محددا، فلماذا لم تتحرك الأجهزة المعنية للاحتواء، أو للاستجابة، أو للحوار، أو للتخفيف، أو حتى للتحذير؟ لماذا سكت المجلس العسكرى حتى يصل الآلاف من الأقباط إلى مبنى ماسبيرو فيتعامل معهم بهذا العنف المفرط والمستغرب والمستنكر، الذى يلقى بعشرات من علامات الاستفهام والتعجب حول سره؟

وإذا كانت حماية المنشآت هى غرض هذا العنف، فما علاقة شارع الجلاء وميدان عبد المنعم رياض بالمنشآت؟ حيث مفهوم أن المنشآت هى هذا المبنى الكئيب الجالب على مصر البلاوى والمصائب، مبنى ماسبيرو إشعاع التضليل والكذب فى كل أوان، وهل حماية المنشآت تقتضى مجزرة دهس المدرعات أجساد المتظاهرين ورؤوس الأطفال؟

هل حماية المنشآت تستلزم الوقيعة بين الجيش والأقباط؟ وإثارة فضيحة عالمية لمصر وثورتها وحكمها؟

أين ذهبت عقولنا فى هذه اللحظة؟

المذهل أن المجلس العسكرى قرر أن يتحمل فشل حكومة عاجزة، ورئيس حكومة هو نموذج صارخ للعجز وقلة الحيلة.

ومع إيمانى المطلق والكامل بوطنية مجلس الوزراء من سعاته إلى رئيسه، فإننى أظن أنه يعمل دون قصد ولا تعمد لضرب مكانة المجلس العسكرى ومكان الجيش المصرى فى قلب شعبه، فالعسكرى شغال على حل مشكلات هى من صميم عمل الحكومة، والعسكرى مغروس فى أزمات أمنية هى شغلة ومشغلة وزارة الداخلية، والعسكرى يصر على حماية فشل هذه الحكومة، والإبقاء عليها، وتحمل هرائها والتصدر للمشكلات والتصدى للأمن، وكأنه يضحى بقيمته، بل وبقيمه من أجل حفنة من الوزراء برئيسهم، لو مشيوا بكرة الصبح لن يذرف عليه أى مصرى دمعة واحدة!

يجب أن يعترف المجلس العسكرى أن قواته غير مدربة ولا مؤهلة على حماية الشوارع، وتأمين الميادين، ومواجهة المظاهرات، ومطاردة الشغب، وأن صيده على طريقة الاستنزاف وإرهاق حركته وضرب هيبته يبقى سهلا أمام غضب متظاهرين عشوائيين أو مخططات مدبرين متآمرين!

على الجيش أن يحمى هيبته ومكانته من أن ينغرس فى وحل السياسة وفى مستنقع الأمن الفاشل، وعلى المجلس العسكرى أن يثبت للشعب، خصوصا الأقباط، أنه سيحقق فى كل تقصير جرى (وأرجو أن لا تأخذه العزة وينفى وجود تقصير، بل هو أبعد من التقصير وأفدح، هو فشل مريع)، وأنه سيحاسب ويعاقب من جعل جيش مصر متورطا فى قتل متظاهرين مدنيين أقباط، هذا كى يحافظ على الثقة فيه وبه. الخوف الحقيقى أن يظل المجلس العسكرى على طريقة حسنى مبارك يأبى الاستجابة إلى الرأى العام والعقل السياسى الراشد الذى يطالبه بإقالة الحكومة، وأن يبقى المشير طنطاوى مصمما على الحفاظ على الفشلة العجزة، ويرفض التغيير والتضحية بهم.

إن ما جرى مؤامرة إذا أحب المجلس العسكرى أن يصفها، ولكن السؤال: ألم تسهم أنت فى إنجاح هذه المؤامرة بإراقة دم المتظاهرين، بل بترك عناصر داخل المظاهرات سواء منها أو من خارجها تضرب أبناء من جنود الجيش؟

لن أقول إن على المجلس العسكرى أن يرحل ويترك الحكم لسلطة مدنية، فالحقيقة أن هذه السلطة لن تتوفر إلا بانتخابات حرة قادمة، لكن إلى أن يترك المجلس الحكم ويسلمه إلى المدنيين عليه أن يترك الآن مساحة ومسافة للمدنيين أن يحكموا وأن يشكلوا حائط صد بينه وبين مشكلات هو ليس قدها ولا مجهزا لها، وكما يقول فهو أيضا لا يريدها، لن نستطيع الاستمرار مع هذه الحكومة ستة أشهر أخرى، إلا لو كان المجلس العسكرى مستعدا لارتكاب مأساة أخرى من أجل عيون فشل شرف، أو من أجل الحفاظ على سياسة حسنى مبارك الرافضة والمعادية للتغيير، وأظن أن مبارك دفع الثمن غاليا، ونحن يعز علينا جيشنا العظيم أن يكون مثل الرجل الذى ثار عليه شعبه!
رابط المقال: المجلس العسكرى شارك فى نجاح المؤامرة.. إن كانت مؤامرة!
المصدر: جورنال أون لاين
2:26 م | 0 تعليقات

بلال فضل يكتب: صرخات على هامش المجزرة

بلال فضل
بلال فضل يكتب في التحرير: صرخات على هامش المجزرة

■ كل الكلام أرخص من الدم الذى سال.
■ كلنا نحب مصر، وكل واحد منّا يحبها بطريقته، لكننا ننسى أحيانا أن من الحب ما قتل.
■ لن تقع مصر أبدا، لن تشتعل، لكن بأيدينا أن نجعلها مثل لبنان أو الصومال أو تركيا أو ماليزيا، هذا اختيار نحدده مع كل كلمة نكتبها أو نقولها، اختيار يدفع ثمنه أبناؤنا.

■ رأيى المتواضع أن التحرك خلال اليومين القادمين فى الشارع خطأ قاتل، الحل -من وجهة نظرى: تحرك منظم للمجتمع المدنى فورا للتهدئة ومداواة الجراح، إقالة حكومة عصام شرف التى ماتت منذ شهور، وكتب شرف بنفسه شهادة وفاتها ببيانه الذى يشبهه تماما، وتعيين رجل قوى لشغل منصب وزير الداخلية لإعادة الانضباط إلى الشارع، والتحقيق مع وزير الإعلام الفاشل فورا، وتقديمه للمحاسبة هو وكل من أسهم فى إشعال الفتنة، فتح تحقيق فورى مع قائد الشرطة العسكرية وجنوده الذين قاموا بدهس المدنيين بالعربات المدرعة ليتسببوا فى كارثة لا يوجد لها أى مبرر، حتى لو صح إطلاق النار على جنوده فالجريمة لا يتم تصحيحها بمجزرة أصبحت عارا فى رقبة من ارتكبها، مباشرة النيابة العامة التحقيق الفورى فى كل الشهادات التى تحدثت عن وجود مسلحين أطلقوا النار على قوات الجيش من فوق أسطح العمارات المواجهة لماسبيرو وهى شهادات نشرتها الزميلة تغريد الدسوقى نسبة إلى المخرج أحمد عبد الله فى التليفزيون المصرى، تشكيل لجنة تقصى حقائق شعبية من رموز مقبولة شعبيا لدى الكل، الإعداد لمليونية وحدة وطنية حاشدة للعزاء والمصالحة وتطييب الجراح يتفق فيها الجميع على مخرج لمصر كلها، وليس للمسلمين فقط أو المسيحيين فقط.
■ هذا ليس وقت فرد العضلات ولا إثبات أن كل واحد أجمد من التانى، أنا آخر من يمكن أن يُتّهم بالطائفية أو التهاون فى حق الشهداء، لكننى أعرف أن حقهم لن يعود بأن نفعل ما يُذهب دماءهم هدرا ويلحق بهم شهداء جددا، روح الانتقام ستشعل البلد ولن تؤدى إلى مخرج، نحن نريد العدل، والعدل لن يأتى أبدا بالفوضى والثأر.
■ الذى يظن أن هذا هو الوقت المناسب للحشد والتصعيد ضد المجلس العسكرى مخطئ تماما، لأن هذا الشحن فى توقيت كهذا هو الذى سيؤدى إلى بقائه إلى الأبد.
أنا أريد أن يرحل المجلس العسكرى الذى فشل فى إدارة البلاد ولكنى أريده أن يرحل بعد انتخابات، لكى لا يسلم البلاد إلى مزيد من الفوضى والفتن، علينا أن نقف جميعا ضد من يعرقل الانتخابات أيّا كان. علينا أن نداوى الجراح أولا، ثم بعدها لا بد من تحديد موعد للانتخابات الرئاسية، لأن الوطن عندما يخرب لن يفرق اسم رئيس الخرابة.
■ من يرى أن الحل الآن هو التسخين والتهييج حتى لو كان عنده منطق أو عاطفة يا ريت يشيلنى من دماغه ويتعامل معى على أننى عميل وخائن.
■ اللى عنده كلمة طيبة يقولها علشان خاطر مصر، ماعندوش يسكت احتراما للدم.. الملح مابيداويش الجراح.
■ تذكروا أن حسنى مبارك لم يكن يمزح عندما قالها: أنا أو الفوضى، مبارك لم يكن شخصا، بل شبكة مصالح.
■ أفضل أن أكون حذرا، بل وجبانا والبلد ما تولعش ويحكمها حكم مدنى منتخب على أن أكون شجاعا وأولعها ويحكمنا العسكر إلى الأبد.
■ قلتها قبل ذلك وغضب منى البعض وسأقولها مجددا: لو خُيِّرت الناس بين الفوضى وحكم العسكر سيختارون حكم العسكر، وهذا ما يراهن عليه أعداء الحرية وأنصار حكم العسكر.
■ منذ أن حدث ما حدث لا تفارقنى لحظات قضيتها فى بريطانيا بصحبة سائق تاكسى عراقى، هو كردى شرّده حكم صدام حسين بعيدا عن بلاده، ومع ذلك فإننى أقسم بالله العظيم إنه بكى وهو يتذكر أيام صدام حسين ويحن إليها، لأن أهله لم يكونوا يُقتَلون كل يوم وأطفال أسرته كانوا يذهبون إلى المدارس كل يوم بأمان، حاولت أن أذكره بأن ما جرى للعراق يتحمل مسؤوليته صدام المستبد، وقبل أن أسترسل أخرج لى صور بعض القتلى من أسرته، وقال لى: هل سيعيد كلامك أو كلامى هؤلاء؟ أتمنى أن يتذكر هذا الكلام كل الذين يظنون أنهم بالتسخين والتهييج سيعيدون حقوق الشهداء.
■ هناك دول مستعدة لدفع مليارات، بل وتدفع فعلا الكثير لكى لا يحدث فى مصر تحول ديمقراطى، لازم نبقى قد المسؤولية فى كل كلمة نقولها وكل تصرف نتخذه.
■ معركتنا الآن على جبهتين فقط.. الأولى: العدالة الاجتماعية، لكى يشعر المصريون أن حياتهم يمكن أن تغيرها الثورة. والثانية: معركة ضد التطرف الذى يريد إشعال البلاد، وكل من يفجر معارك أخرى يخون الشهداء والوطن.
■ فى مواقف عصيبة كهذه، هناك آية كريمة ينبغى أن يتمسك بها كل كاتب، يقول كلاما يصدِّقه حتى لو كان لا يعجب الناس هى قول الله تعالى: «فستذكرون ما أقول لكم وأفوِّض أمرى إلى الله إن الله بصير بالعباد»
■ رحم الله الشهداء.. وحفظ الله مصر. شدّى حيلك يا بلد.
رابط المقال: صرخات على هامش المجزرة
المصدر: جورنال أون لاين
2:20 م | 0 تعليقات

عمر طاهر يكتب: صلاة فى الممر

الاثنين، 10 أكتوبر 2011 | 3:25 م

عمر طاهر
عمر طاهر يكتب في التحرير : صلاة فى الممر

مجدى شاب مسيحى.. يعمل «دهبنجى» كما يحب أن يسمى مهنته، التى نسميها جميعا «جواهرجى»، ثلاثينى، أب لطفلتين، يعيش فى المنيل، أهلاوى متعصب، مناضل من منازلهم، لكنه شارك فى جمعة الغضب.
خاف مجدى فى هذا اليوم وهو الشخص غير الخبير بأمور المظاهرات من أن يخرج من بيته منفردا حتى لا يصبح هدفا سهلا لرجال الأمن المتحفزين، كان كل ما يعرفه مجدى أن المظاهرات ستنطلق من المساجد عقب صلاة الجمعة.. فلم يكن هناك بديل عن أن يختبئ وسط جموع الخارجين من أى مسجد حتى يكون فى أمان قدر استطاعته.
مجدى له خبرة سيئة فى ارتياد المساجد، منذ عامين توُفى والد أحد أصدقائه الذين يعيشون على بعد عمارتين منه، حضر مجدى فى منزل المتوفى وانتظر حتى لحظة حمل النعش إلى أقرب مسجد للصلاة عليه، كان مجدى يشارك فى حمل مقدمة النعش، وما إن دخل المسجد حتى استقبله أحد أبناء المنطقة المتشددين الذى يعرف أن مجدى قبطى.. احتدّ هذا الرجل على مجدى وطرده من المسجد، ودافع أقارب المتوفى عن مجدى لأن أسلوب المتشدد كان فظا وكادوا يتشاجرون معه، لكن مجدى آثر السلامة وانسحب سريعا من المشهد وقدم واجب العزاء فى بيت المتوفى.. خاف حتى أن يقدم واجب العزاء فى دار المناسبات الملحقة بأكبر مساجد المنيل.
يوم جمعة الغضب قرر مجدى أن يبحث عن مسجد بعيد عن المنيل، يعرف مجدى أن المنيل هى المنطقة الوحيدة فى مصر التى يعرف أهلها بعضهم بعضا جيدا كأنهم عائلة واحدة، خرج مجدى من المنيل باتجاه مستشفى قصر العينى، اقترب من أحد المساجد هناك فسمع الخطيب يقول كلاما يدعو لعدم الخروج فى المظاهرات وعدم الخروج على الحاكم وعدم الاستجابة للدعوات المشبوهة التى لا يعرف أحد من وراءها.
على بعد خطوات وجد مسجدا آخر، وكان كلام الخطيب مبشرا إذ كان يتحدث عن الظالمين والفساد وأمور أخرى تلائم الهدف الذى خرج بسببه مجدى من منزلهم فى هذا اليوم.
اقترب مجدى من مدخل المسجد الخلفى حيث يقف كثيرون فى انتظار أن تقترب الخطبة من نهايتها فيخلعوا أحذيتهم وينضموا إلى صفوف المصلين.
فى لحظة قدرية تماما وجد مجدى عامل المسجد، وهو رجل فى حدود الخمسين، يحمل حصيرة كبيرة مطوية تحت ذراعه ويمد طرفها ناحية مجدى طالبا منه أن يساعده فى فرشها «علشان الناس تصلى»، ارتبك مجدى لثوان لكنه استجاب لرغبة الرجل، وإمعانا فى إخلاصه للمهمة التى كُلف بها خلع حذاءه حتى يستطيع أن يضم الحصيرة على الحصيرة التى تسبقها، فى ثانية كان الرجل يدعو دعاء ما قبل إقامة الصلاة وتوافد الواقفون على الحصيرة التى شارك مجدى فى فرشها وأحاطوا به من الأمام ومن الخلف وجلسوا فوجد نفسه الواقف الوحيد فجلس هو أيضا.
شعر مجدى بعد ثوان أن ما يفعله ينطوى على خطأ ما، إن لم يكن بحسابات مسيحيته فعلى الأقل بحسابات المسلمين الذين قد تفسد صلاتهم بسببه وهو يقف ملاصقا لهم فى صف واحد.
استجمع مجدى شجاعته ووقف وركز بحيث يخطف حذاءه فى ثانية ويختفى، فعلها لكنه اصطدم بعامل المسجد، لم يقل له العامل شيئا لكن النظرة التى رآها فى عينيه جعلته يقول له «نسيت أتوضا».. أشار له العامل باتجاه الممر الصغير المؤدى إلى دورات المياه فتسلل مجدى إلى هناك.
بدأت الصلاة.. يتذكر مجدى أنه قد تلا فى أثناء وقوفه فى هذا الممر صلواته بسعادة نادرا ما تتكرر، صلى حتى أصابته «حمقة» فكتمها حتى لا تنثال دموعه فى بداية يوم ستنهال فيه الدموع بلا حساب بفعل القنابل المتوقعة، لكنه لم يستطع أن يكتمها عندما انتهت الصلاة وانطلق أول هتاف من قلب المسجد «حسنى مبارك.. بااااطل».
كان يوما صعبا على مجدى، وهو شخص سمين بعض الشىء وينهج إذا ما كانت سيارته على مطلع كوبرى «على حد تعبيره»، لكنه انتهى نهاية لم يكن يتوقعها وهو يرى الجنود تستدير وتغادر المشهد وهى مشتتة بينما ميدان التحرير من بعيد يلوح ويختفى من بين دخان القنابل المسيلة للدموع.
بعد أن انطلق أول هتاف من داخل المسجد همّ مجدى بالخروج من الممرّ المؤدى إلى دورات المياة فوجد عامل المسجد يدخل وهو يحمل الحصيرة المطوية، لم يقل الرجل له شيئا لكن مجدى شعر بخجل حقيقى كمسلم ضبطه شخص ما «مزوغ من الصلاة».. بحث عن حجة جديدة، لكن قبل أن يفتح فمه قال له عامل المسجد «معلش يا ابنى، نسيت أقول لك إنهم قاطعين الميه من الصبح».
رابط المقال: صلاة فى الممر

المصدر: جورنال أون لاين
3:25 م | 0 تعليقات

خالد منتصر يكتب: استفزاز أم ابتزاز؟!

السبت، 8 أكتوبر 2011 | 2:10 م

خالد منتصر
خالد منتصر يكتب في المصري اليوم: استفزاز أم ابتزاز؟!

هل يعرف السلفيون الذين أحرقوا كنيسة «المريناب» من هو المهندس الذى بنى جامع أحمد بن طولون.. أجمل تحفة معمارية إسلامية؟ إنه المهندس القبطى سعيد بن كاتب الفرغانى الذى طلب منها بن طولون أن يبنى مسجداً يبقى ويظل شامخاً ولو أحرقت مصر أو أغرقت!! هل قرأ السلفيون عن أبى منصور وأبى مشكور اللذين صمما وبنيا قلعة صلاح الدين؟ إنهما مهندسان قبطيان، هل سمع هؤلاء الذين دمروا وخربوا عن السيل العظيم الذى صدع الكعبة قديماً وأعاد بناءها نجارون وبناءون أقباط؟! وبفضل مهارة الأقباط فى صناعة النسيج كانوا هم أفضل من ينسج كسوة الكعبة المهداة للسعودية من مصر أرض الفن الرفيع الذى صنعه مسلمون وأقباط، ويا ليت هؤلاء الكارهين الحارقين المخربين يعرفون ويفقهون أصل كلمة «قباطى»، هل لم يصلهم كتاب البلاذرى عن فتوح البلدان الذى ذكر فيه أن الوليد استعان بأقباط مصر لإعادة بناء مسجد المدينة؟!!

ما جرى من جلسات صلح عرفى بين أقباط القرية الذين لديهم رخصة إعادة ترميم كنيسة وسلفييها الرافضين للترميم، أو فلنقل بصراحة أكثر الرافضين بناءها من الأصل، يستحق لقب المهزلة الكبرى أو الكوميديا السوداء، فوسط حضور الجيش والشرطة وبرعاية المحافظ تم إملاء شروط غريبة وعجيبة ومجحفة على خادم الكنيسة لتمرير الموافقة المبدئية، منها عدم وضع صلبان وبناء قباب لأن هذا يستفز مشاعر مسلمى القرية!! ولم يجب أحد من الحاضرين لماذا ومنذ سنة 1940 كانت هذه المشاهد لا تستفز أحداً، وكان الكل جيراناً، وكانت قيمة المواطنة وسلطة القانون هى الفيصل والحكم والمعيار، لم يكن هناك خطيب جامع يحرض ويشعل الفتنة ويلهب مشاعر الشارع بخطبه النارية من على المنبر، ويترك هكذا بدون عقاب قانونى، لم يكن هناك محافظ يبرر ما حدث بفورة وحماس الشباب! لم يكن هناك تواطؤ أو «طناش» أو «تعامى» أو غفلة، لم تكن هناك قنوات فضائية تحريضية تحتضن قتلة تنتفخ جيوبهم برائحة الريالات الوهابية لقاء صب الزيت على النار وتمزيق نسيج الوطن.

حكاية استفزاز الصليب لمشاعر أهل إدفو ذكرتنى بقصة قصيرة كتبتها فى بداية دراستى فى كلية الطب ونشرتها على مجلة حائط، ومزقها لى قطب الإخوان الكبير دكتور عصام العريان بصفته المشرف الثقافى باتحاد الكلية! عندما حملت قصاصاتى إلى حيث مكان اللجنة الثقافية، كان الرد لأن القصة بها كلمة الصليب! القصة عنوانها «مأساة عباس بن فرناس»، وكنت قد تخيلت فيها أن عباس بن فرناس طار ليدهش أهل مدينته المغيبين، طار ليحدث صدمة لسباتهم ولامبالاتهم، فقد كان يقرأ كشاعر وعالم أن لحظة انهيار الأندلس قد اقتربت، القصة القصيرة فن، والفن خيال وتحليق، ذكرت فى القصة أن هذا المجتمع القاسى كان يريد صلبه لأنه متمرد وصادم، قامت القيامة ضدى وتم تمزيق القصة عدة مرات كلما حاولت تعليقها على حائط بعيد على أطراف الكلية، انتهت المطاردة بالمصادرة، ولكنى أيقنت فى ذلك الحين أن تكتيك الكلمات المعسولة والوعود الوردية لتيار الإسلام السياسى لابد ألا يعمينا عن استراتيجية الفاشية الفكرية التى يتبناها هؤلاء والتى تستدعى إلى الذاكرة بيت المتنبى الشهير:

إذا رأيت نيوب الليث بارزة فلا تظنن أن الليث يبتسم

احرقوا عربات الإسعاف التى تحمل علامة الصليب الأحمر للوقاية من الاستفزاز، امنعوا علوم الحساب واشطبوا علامة الزائد فى كل عمليات الجمع لأنها تستفز المشاعر، اقتلوا الأطفال الذين يلعبون بالطائرات الورقية لأنها تبدأ برسم صليب من البوص والغاب.

لا أستبعد أن تصل مصر إلى هذا المستنقع إذا ظللنا على هذا الحال من نوبات الغيبوبة والهستيريا التى حتماً ستدفننا مع نفايات التاريخ.

info@khaledmontaser.com
رابط المقال: استفزاز أم ابتزاز؟!
المصدر: جورنال أون لاين
2:10 م | 0 تعليقات

إبراهيم عيسي يكتب: ثورة الدكتور أحمد عرابى

ابراهيم عيسي
إبراهيم عيسي يكتب في التحرير: ثورة الدكتور أحمد عرابى

يصل الدكتور أحمد عرابى إلى مطار القاهرة، وفى صالة كبار الزوار يستقبله مندوبان من رئاسة الجمهورية ووزارة الخارجية ليرحبا بعودته إلى بلده مصر بعد غياب 27 عاما مع عشرات المصورين والصحفيين ومندوبى المحطات الفضائية.

الدكتور أحمد عرابى عمل مستشارا فى محكمة العدل الدولية، ثم شغل منصب أحد قضاة محكمة جرائم الحرب التى حاكمت مجرمى مذابح رواندا وعددا من القادة الصرب المتهمين بارتكاب جرائم إبادة ضد مسلمى البوسنة، والتى صدرت فيها أحكام بالإعدام.

كان الدكتور عرابى نموذجا مشرفا لمصر فى العالم أجمع، ورغم أنه ترك مصر منذ أكثر من ربع القرن قضاها فى مكتب فض المنازعات بالأمم المتحدة ثم محكمة العدل ثم محكمة جرائم الحرب، فإنه كان يزور بلده بانتظام ولا يزال يحتفظ ببعض الذكريات القديمة مع أصدقاء دفعته فى كلية الحقوق ووزارة الخارجية.

كان الدكتور عرابى يقيم خلال كل هذه السنوات بين سويسرا وهولندا مع أسرته، وقد توفيت زوجته مؤخرا، بينما تزوج ابنه بامرأة هولندية، ويعيشان هناك مع حفيده، بينما ابنته الصغرى تعمل فى بنك شهير مقره فى جنيف. يرجع الدكتور عرابى بعد انتهاء خدمته، ويقرر أن يقضى ما تبقى من عمره فى بلده مصر.. عاد الدكتور عرابى إلى شقته القديمة فى العجوزة وقد تغير الحى بالنسبة له تماما، وفى اليوم التالى يتم استقباله فى رئاسة الجمهورية لمنحه وسام الجمهورية من الطبقة الأولى فى احتفال مهيب، بعد خروجه يكتشف نفسه وحيدا مع الوسام فى منزله بلا أقارب ولا أصدقاء، حيث كان ابنا وحيدا وقد توفى والده منذ سنوات، وتقريبا انقطعت علاقته مع أهله فى قريته القديمة.

يشعر بغربة ما فيبحث فى دفتر تليفوناته عن أصدقائه، فيجد بعضهم مات والآخر أرقامه تغيرت، ومن سافر أو هاجر.. يستقبل الدكتور عرابى فى شقته مجموعة من الفلاحين من أقاربه فى مسقط رأسه، التى لم يزرها خلال كل هذه السنوات، ويستعيد معهم بعض أيامه وذكرياته ويشعر براحة زمن الطفولة والصبا. يفاجئه هؤلاء الأقارب الفلاحون، ومعظمهم موظفون وأصحاب أعمال، حيث يعرضون عليه العودة إلى القرية وتولى منصب العمدة، وهو المنصب الذى خلا بوفاة ابن عمه منذ عام، وهناك خلافات داخل العائلة على خليفته، فيكون اختيار شخص مرموق وعالمى من العائلة حلا لتجنب الصراع، وفخرا للقرية وللعائلة مع ضمان فورى لموافقة الداخلية عليه. يجد الدكتور عرابى نفسه أمام اختيار مهم فى حياته، فهو متقاعد الآن ومطلوب منه كتابة مذكراته فى كتاب تعاقد مع أشهر دور النشر العالمية على إصداره فى نهاية العام، ولم يبدأ بعد فى كتابته، ثم هو وحيد، بعيدا عن ابنه وابنته اللذين اعتذرا عن عدم الحضور للاطمئنان عليه بعد أن تكلما معه على النت صوتا وصورة، ثم هو يحتاج إلى الهدوء فى الريف والتفرغ للتأمل والعودة إلى جذوره بعدما قضى سنين لا يعرف إلا الريف الهولندى والإنجليزى، ثم هو يعرف أن منصب العمدة بات منصبا شرفيا ما دام فى قريته نقطة بوليس وشرطة.. من هنا يقرر الذهاب إلى قريته التى تبعد مئة كيلومتر فقط عن القاهرة.

بمجرد دخوله بيته الريفى الذى يشبه القصر القديم، يسمع طلقات الرصاص ويشهد جريمة قتل ضابط شرطة فى سيارته، بعد أن أطلق عليه شابان الرصاص من على موتوسيكل.

نعرف أن الضابط من ضباط مكافحة المخدرات، وأن هذه القرية تحفها مزارع الموز، أشهر أماكن زراعة وتخزين المخدرات، ويتحكم فى القرية منذ عشرين عاما تجار المخدرات الذين يعمرون البلد ويحرسونها فعلا، وينفقون على فقرائها، ويشترون ذمم رجالها، ويقتلون أى ضابط يفكر فى مطاردة أحدهم، بل إن نائب البرلمان عن الدائرة من عائلة تجار المخدرات، فضلا عن أن هؤلاء التجار أصحاب شركات ومحلات، وتجارة يغسلون بها أموالهم ويحفظون وجوههم أمام الشرطة والدولة.

ليست هذه هى المشكلة الوحيدة، فالدكتور عرابى يكتشف بالوقت أن عشرات من بيوت هذه القرية يحفر تحتها بحثا عن الآثار، مما يتسبب فى انهيارات أرضية وسقوط بيوت فوق ضحايا، وهناك أيضا جماعات من السلفيين الذين يسيطرون على جوامع البلد، وينشرون فهما متطرفا وقشريا للدين، وينتشرون فى كل مكان. وسط هذا كله هناك البيئة المنهارة للبلد، وسوء التعليم، ووضاعة الرعاية الصحية، كل يوم يكتشف أحمد عرابى جديدا مؤلما فى بلده، وكأنه ليس هو الذى تركه فى طفولته أبدا. يصبح عرابى فى صراع وهو يعيش كل لحظة هذه الأحداث، إما الرحيل وتوديع كل شىء والسفر إلى هولندا، حيث يعمل مستشارا لمنظمة دولية، ويكتب مذكراته، وإما يبقى فى البلد لينظفه ويحارب الفساد فيه. أعياه اللجوء إلى المسؤولين، وجرب مناشدة الأجهزة وفشل مرة تلو الأخرى.

إذن هل الرحيل أم البقاء؟

ما الفائدة إذا كان أحمد عرابى يحل مشكلات العالم ويحاكم مجرمى الحرب ضد الإنسانية، بينما يخشى أو يتراجع عن حل مشكلات بلده، ومحاربة مجرمى قريته؟

هنا يقرر الدكتور أحمد عرابى البقاء، وهو يركب حصانه يوميا فى القرية، ويبدأ خطوات ثورة أحمد عرابى..

هذه القصة خيالية رغم أن كل تفاصيلها حقيقية!
المصدر: جورنال أون لاين
1:13 م | 0 تعليقات

مقال بلال فضل اليوم 5/10/2011 في جريدة التحرير

الأربعاء، 5 أكتوبر 2011 | 3:49 م

مقـال بـلال فضل اليـوم الاربعـاء 5/10/2011 فـي جـريدة التحريـر (رابـط المقـال)...
بـلال فضـل
أحتجب عن الكتابة اليوم احتجاجا على المنع والمصادرة ووجود رقيب عسكرى على الصحف
المصـدر: جورنال أون لاين
3:49 م | 0 تعليقات

فاطمة ناعوت تكتب: محافظ أسوان الهُمام

الثلاثاء، 4 أكتوبر 2011 | 5:08 م

فاطمة ناعوت تكتب في اليوم السابع: محافظ أسوان الهُمام

فاطمة ناعوت
«أربعة أمتار» زيادة فى ارتفاع منشأة بمحافظة أسوان، جعلت المحافظَ السيد اللواء «مصطفى السيد» ينتفضُ جزعًا وخوفًا على واجهة مصر الحضارية، ويشجبُ ويندّد بالخُطاة المارقين الذين لا يحترمون قوانين المبانى الصارمة لدينا فى مصر، حتى إننا لم نر يومًا بنايةً ناتئة أو ناشزةً أو مخالفة أو دون ترخيص، ولم نسمع أبدًا عن شىء اسمه: «العشوائيات»، التى تُفرّخ كل يوم أطفالَ شوارعَ، يُنجبون من بعضهم البعض أطفالَ شوارعَ جددًا، سرعان ما يغدون مع الأيام مجرمين وخارجين على القانون، أو فى أفضل الأحوال متسكعين ومتسولين. محافظٌ ممتاز دون شك تعلّم الصرامة فى تطبيق القانون من نشأته العسكرية التى أهّلته بحق أن يُعيد لأسوان انتظامها وأناقتها. تلك الصرامة فى تطبيق القانون جعلته يبارك «شبابنا» الطيب الذين تبرعوا بإزالة تلك المخالفة البشعة، «أربعة أمتار بحالها»، من منشأة بمدينة إدفو، محافظة أسوان، بأياديهم الطاهرة باستخدام المعاول والمطارق، ثم إضرام النيران فى البناية حين أعجزتهم أسياخُ الحديد فى الخرسانة المسلحة.
سنغضُّ الطرفَ عن أن المنشأة «بالمصادفة» كانت كنيسة اسمها مارجرجس بالماريناب، مثلما سنغضُّ الطرف عن توقيت الهدم والحرق، الذى كان «بالمصادفة» بعد صلاة الجمعة، التى اجتمع فيها «شبابنا» الواعد، لينصتوا للإمام وهو يعلّمهم فى خطبة الجمعة أن المسيحيين كفرة، وأن دور عبادتهم حرامٌ، وأن أهالى القرية المسلمين رهيفون جدًّا، تجرحُ عيونَهم رؤيةُ الكنائس، «ولم يفكر أن يتساءل إن كان صوت بعض المؤذنين النشاز يجرح مسامع المسلمين والمسيحيين على السواء»، وأن المسيحيين خارجون على القانون لأنهم وضعوا «قبّة» فوق كنيستهم زادت من ارتفاعها «أربعة أمتار»، ومن ثم وجب «الجهادُ» فى سبيل الله لإزالة الأمتار الأربعة، التى تُمثّل عائقًا بيننا وبين السماء فتحجب عنّا نورَ الله ورضاه. كذلك سنغضُّ الطرفَ عن أن «شبابنا» «3000 مسلم» حرق «بالمرة» عدة بيوت، «بالمصادفة» كانت تخصُّ مسيحيين، بعدما أضرموا النار فى الكنيسة، ثم منعوا سيارات الإطفاء من دخول القرية، وهددوا الأقباط بأنهم سيحرقونهم جميعًا فى الليل، فهرب الأقباطُ إلى المجهول عبر النيل فى المعدّيات. سنغضُّ الطرف عن تهاون المحافظ مع إمام مسجد يحرّض الشباب على الفتنة الطائفية بدل أن يعلّمهم المحبة والإخاء كما يأمر الإسلام. ونغضُّ الطرف كذلك عن وجود محافظ «بعد ثورة يناير» يرحب بأن ينفذ المواطنون القوانينَ بأيديهم افتئاتًا على الجهات المنوط بها فعل ذلك، كأنما لم نسمع من قبل عن المحليات، وعن وجوب فصل المؤسسات الثلاث: التشريعية والقضائية والتنفيذية!! وسنغضُّ الطرفَ أيضًا عن تطاوله الفجّ على مذيعة قناة «مودرن»، حينما ناقشته بأدب، و«أحرجته» إذْ بيّنت له أنه لا يصحُّ أن يوافق مسؤولٌ على «تنفيذ» القانون بأيدى المواطنين، بل بمعرفة ممثلين من المحافظة، وبدلاً من مناقشتها والرد عليها بهدوء قال لها: «انتى عاوزة تتكلمى وخلاص!» الأقباط غلطوا والمسلمين أصلحوا الغلط!!! سنغضُّ الطرف عن كل ما سبق من «مصادفات وعجائب»، ونعتبر الأمرَ بالفعل نزاهةً من محافظ «نزيه» هُمام يسعى لتطبيق القانون وإماطة الأذى عن الطريق وإزالة كل المخالفات والتعدّيات. وهنا، يحقُّ لى، مثلما يحق لكل مواطن مصرى، أن أطالب السيد المحافظ المحترم بأن يقدم لنا قائمةً مفصّلة «بجميع» المخالفات التى تمّت فى محافظة أسوان خلال هذا العام 2011، وتقريرًا مفصّلا عما اتخذته المحافظةُ من قرارات بشأن التعامل مع تلك المخالفات. أما إن ثبت أن تلك الكنيسة بأمتارها الأربعة الزائدة قد أخذت رقم «1» فى قائمة مخالفات هذا العام، رغم وجود عشرات المخالفات الأخرى التى غضَّ المحافظُ عنها الطرف، لسبب فى نفسه، فمن حقّنا أن نُطالب بإقالته ومحاكمته بتهمة «التمييز العنصرى»، والكيل بمكيالين، وعدم العدالة بين أبناء المحافظة، وتأجيج الفتنة الطائفية، هذا إن كانت تلك التهم مدرجةً فى قوانيننا المصرية الراهنة. منذ شهور قام مجموعة من الغلاظ بهدم كنيسة «صول»، على مدى 22 ساعة، على مرأى العالم ومسمعه، دون أن تتحرك الدولةُ لوقف هذا الانتهاك الصارخ لهيبة القانون وجلال الدولة. وهو ما أعتبرُه وصمة عار فى تاريخ مصر لا أدرى إن كانت كتبُ التاريخ فى المدارس ستذكرها لكى يتعلم أطفالنا أن مصرَ، التى لم تُهدُّ فيها كنيسةٌ طوال 14 قرنًا، قد سمحت، بعد الثورة، بهذه المهزلة. وحتى تاريخ كتابة هذا المقال لم يتم القبض على الجناة، لأن المجنى عليهم، الأقباط، سرعان ما تم استرضاؤهم بإعادة بناء الكنيسة، التى فرحوا بها وصمتوا، كأنما «متلازمة ستوكهولم»، التى تستطيب القمع، قد أصابتهم! وتوقعتُ يومها أن عدم القبض على هادمى كنيسة صول سيفتح الباب مشرعًا أمام البلطجية ليفعلوا ما طاب لهم من جرائم دون خوف. وأعود لأسأل: ما جدوى إعادة «قانون الطوارئ» الذى أبهجنا رجوعه ظنًّا منّا أنه سينقّى مصر من البلطجة والإرهاب؟!
رابط المقال:  محافظ أسوان الهُمام
المصدر: جورنال أون لاين
5:08 م | 0 تعليقات

خالد منتصر يكتب: الحرب السلفية على المسالك البولية

الأحد، 2 أكتوبر 2011 | 10:07 م

خالد منتصر
خالد منتصر يكتب في المصري اليوم: الحرب السلفية على المسالك البولية 

شاهدت بالصدفة مقطعاً للداعية السلفى محمد حسين يعقوب على قناة «الناس»، والتى شعارها «شاشة تأخذك إلى الجنة»، شاهدته وهو يتحدث عن أخطر قضية تواجه مصر الآن، والتى يجب على كل الشباب والشيوخ المصريين والعرب والمسلمين جميعاً الانتباه إلى أهميتها فى المرحلة القادمة، القضية التى كان يناقشها الشيخ المبجل يعقوب هى قضية التبول واقفاً!! نبه الشيخ يعقوب إلى خطورة هذا الوضع الرهيب أثناء عملية التبول، وحذرنا من أن هذا الفعل المشين سيؤدى بك إلى عذاب القبر وما أدراك بالثعبان الأقرع الذى سيفتك بك لقاء هذه الوقفة التبولية المرحاضية القذرة التى تتعدى بها على حدود الدين والمعلوم منه بالضرورة، قدم لنا الشيخ يعقوب وأجهد نفسه فى تجميع الأدلة وتحريم وتجريم هذا الوضع، وأكد أن النبى، عليه الصلاة والسلام، لم يتبول واقفاً إلا مرة واحدة وكان مضطراً لأن المكان - على حسب تعبير شيخنا - كان «مزبلة»، وأثبت أن الحلال هو فى التبول جلوساً لا وقوفاً، وبالطبع سيشمل البرنامج الانتخابى بناء على هذه الفتوى العظيمة كسر وتحطيم كل المباول بالمعاول، واستبدال كل ما يجبرك على وضع الوقوف فى المطاعم والفنادق وحتى المساجد بالحمامات البلدى التى تجبرك على الطاعة واحترام الشريعة ومذهب السلف على منهج حسين يعقوب أكرمه الله وجزاه خيراً على ما يفعله لإنقاذ مصر والمصريين من الوقوع فى شرك الغرب الكافر وفخ العلمانية التى تحض على الرذيلة وتبنى المباول الواقفة طمساً لهويتنا ومحواً لشريعتنا وهدماً لديننا.

الإسلام دين العقل لا دين الخرافة، دين اقرأ وليس دين اقمع، دين اختر وليس دين اخسر، كيف نحوله على شاشة تدعى أنها تأخذنا إلى الجنة إلى مثل هذا الكلام الذى يدخل تحت بند المضحكات المبكيات، النبى العظيم الذى كان يؤكد فى كل وقت أنه بشر ويدعو لإعمال العقل واختيار ما هو مناسب لشؤون دنيانا، تارة نتحدث عن التبرك ببوله ومخاطه، وتارة أخرى نتحدث عن أوضاع التبول وكأنها أوامر مقدسة منه إلى البشر الذين لابد أن يرضخوا للكتالوج فى طريقة النوم والسير واللبس وحتى التبول!! لماذا نحول الدين السامى المقدس الذى نزل لسعادة البشر إلى فرمانات ميكانيكية تضيق على البشر وتجعلهم غارقين فى سفاسف الأمور؟ لا نستطيع أن نفصل خطة إغراقنا فى هذه التفاصيل الهامشية عن حديث غزوة الصناديق التى أتحفنا بها نفس الشيخ الكريم من قبل أثناء الاستفتاء، فتحويله الاستفتاء، وهو عملية سياسية، إلى جهاد دينى وإشارة الأتباع من خلال منشوراتهم إلى أن من يقل «نعم» فهو فى الجنة، وأن من يقل «لا» فهو فى النار، هو تزييف لوعى بسطاء الناس الذين يستغل البعض مشاعرهم الدينية لتحويلهم إلى مخزون استراتيجى مطيع فى معركة سيطرة الوهابية على مصر، وأيضاً ضخ مثل هذه الشكليات الهامشية فى أمخاخهم هى خطة لتسطيح وعيهم وتزييفه حتى يصبح صيداً سهلاً يوم رفع أعلام الوهابيين فى منتصف الميادين يوم التمكين.

أتمنى أن يكون حديث الشيخ يعقوب القادم إلى جانب المطالبة بالإفراج عن الشيخ عمر عبدالرحمن من سجنه، والتى يتبناها السلفيون ومعهم الجماعة الإسلامية، أن يطالب بالإفراج عن أكثر من ألف معتقل مصرى داخل سجون الوهابيين، كانوا قد سجنوا ليس لقتل أو تنفيذاً لفتوى سرقة محال ذهب لكنهم سجنوا تنفيذاً لسطوة وجبروت كفيل لم يصل إلى أسماعه بعد خبر إلغاء الرق والعبيد والجوارى فى القرن الحادى والعشرين.
info@khaledmontaser.com
المصدر: جورنال أون لاين
10:07 م | 0 تعليقات

البابا شنودة يكتب: ماهو الحق؟ وأنواعه؟ وماذا ضده

البابا شنودة يكتب في الأهرام: ماهو الحق؟ وأنواعه؟ وماذا ضده
البابا شنودة

الحق هو اسم من أسماء الله تبارك وتعالي‏,‏ سواء في الإسلام أو في المسيحية‏,‏ لذلك فموضوع الحق موضوع خطير‏,‏ ينبغي أن نعطيه حقه من الاهتمام‏.
ـ وكلمة الحق تعني أيضا الصدق, وضدها الكذب, فكل من يكذب بشتي ألوان الكذب هو ضد الحق, ونلاحظ أن الشاهد في المحكمة يقسم أن يقول الحق, كل الحق, ولا شيء غير الحق, وعبارة كل الحق تعني أيضا أن أنصاف الحقائق قد لا تكون حقا, لأنها تخفي جزءا من الحق قد يطمس الحقيقة أحيانا.
ـ وكلمة الحق قد تعني أيضا العدل, وعبارة يجب أن تحكموا بالحق معناها أن تحكموا بالعدل, كما أن عبارة شخص حقاني تعني شخصا عادلا, يعطي كل ذي حق حقه, لا ينحاز الي أحد, بل إذا اختصم إليه اثنان, يحكم بينهما بالمساواة, لا يحابي أحدهما, في حين يظلم الآخر, كما أن الإنسان الحقاني, لا يشهد علي أحد بالزور, ولا ينسب الي أحد تهما باطلة.
ـ وإن تكلمنا عن الحق, ينبغي أن يشمل كلامنا عدة أمور وهي: الحق في ذاته, وحق الغير عليك, وحقوق الله أيضا عليك, وكذلك حق ذاتك عليك, بل أيضا حقوق الانسان بصفة عامة.
ـ فمن حقوق الله عليك: الايمان به, والطاعة لكل وصاياه وأوامره, وعبادته والخشوع أمامه, حيث تنحني أمامه وتركع وتسجد, كذلك عليك أن تفعل الخير باستمرار, وتنفذ مشيئة الله, ولا تخطيء.
ومن حقوق الله عليك, أنك إن نذرت نذرا أن توفي به, لأنك خير لك أن لا تنذر, من أن تنذر ولا تفي, والنذر هو عهد بينك وبين الله, لا يجوز أن ترجع عنه وهناك فروض أخري في الدين يجب مراعاتها.
ـ أما عن حق ذاتك عليك, فهي أن تحفظ ذاتك سليمة في الدنيا والآخرة: لا تضر جسدك بتنجيسه, ولا تضر صحتك بالتدخين والمسكرات, كما عليك أن تحفظ قلبك نقيا بعيدا عن الخطايا التي مصيرها أن تهلكك في جهنم, لذلك عليك أن تضبط نفسك باستمرار, وتحيا حياة التوبة والفضيلة, بل تكون أيضا قدوة لغيرك.
ـ اما من جهة حقوق غيرك عليك, فهي من الناحية الايجابية أن تساعده وتعينه علي قدر ما تستطيع, وتحاول باستمرار في معاملتك له أن تعطي أكثر مما تأخذ.. أما من الناحية السلبية: فمن حق غيرك عليك أنك لا تظلمه, فلا تمنع عنه حقه, ولا تنقصه حقه, ولا تهينه, ولا تسيء إليه والي سمعته, ولا تعتدي عليه, ولا تأمره بما لا طاقة له به, ولا تهمشه إن كان تحت سلطانك, ولا تضطهده, ولا تذله.. وغير ذلك كثير.
ـ كل ما سبق فقلناه, هو من جهة الأفراد, لكن هناك حقوقا اجتماعية ينبغي أن نتعرض لها, فكما أن هناك ظلما قد يتعرض له الفرد, كذلك قد يوجد ظلم اجتماعي, وظلم سياسي:
ـ فمن الظلم الاجتماعي مثلا: وجود أطفال الشوارع الذين بلا مأوي, ويوجد مثل هؤلاء في أمريكا يسمونهمHomeless, والدولة ملزمة أن توجد لهم مأوي, وأن تدفع لم مبلغا ماليا بسيطا كل شهر يكفي للتغذية, ذلك لأن لهم حقا علي الدولة أن تعتني بهم.
نفس الكلام نقوله عن البطالة: كحالة الشاب الذي يبذل جهده للدراسة في الجامعة, حتي إذا ما نجح وتخرج, يجد نفسه عاطلا بلا عمل!! أليس من حقه أن يعيش, وأن يعمل, وأن يكون له إيراد, يمكنه به أن يكون له بيت, ويتزوج, وينفق علي عائلة؟!
أقول ـ وأنا متألم ـ إنه في إحدي المرات, أرسلت الي أرملة تقول: إن لها أربعة أبناء, ومعاشها من زوجها المتوفي عبارة عن130 جنيها, وعليها ايجار شقة, ومصروفات مدارس لأبنائها, ومصروف البيت!! وأمثال هذه الأرملة كثيرات, فما واجب المجتمع حيال الكل؟!
ـ إن الله حينما خلق العالم, أوجد فيه من الخير ما يكفي جميع الناس, ولكن المشكلة هي في سوء التوزيع! فيوجد أشخاص يعيشون في ترف شديد, وآخرون لا يجدون القوت الضروري. فما هي حقوق كل هؤلاء؟ وكيف ينالونها؟! ومع ذلك يتحدث المجتمع عن الاشتراكية وعن المساواة!! كما تحدثوا قبلا عن مجانية التعليم!!
ـ إن الله حينما أعطانا المال, لم يعطنا إياه فقط لكي ننفقه, إنما بالأكثر لكي نكون وكلاء عليه, نتصرف فيه من جهة احتياجاتنا واحتياجات المجتمع الذي نعيش فيه.. أعطانا المال, ومعه وصية العطاء, والرفق علي الفقير والمسكين وعابري السبيل.
ـ أيضا مرت علي العالم فترة, وجد فيها الرق والعبودية, وشراء الإنسان لأخيه الإنسان, بل بالأكثر ضربه وإساءة معاملته, كما يقول الشاعر: لا تشتر العبد إلا والعصا معه.. إن العبيد لأنجاس مناكيد, بل كان ممكنا أن يبيع هذا العبد( الذي هو أخوه في البشرية) وأكثر من هذا له أن يقتله! باعتبار هذا الانسان جزءا من مقتنياته!!
ـ أخيرا أتكلم عن الظلم السياسي, ومن أمثلته معاملة السود من نتائج سياسية البيض في الـCommonwealth, وقد قاسي من الأمر غاندي حينما كان محاميا في جنوب إفريقيا, إذ في إحدي المرات قطع تذكرة درجة أولي في القطار, فاحتجوا علي ذلك, لأنه لا يجوز أن رجلا أسود يركب درجة أولي, وألقوه من نافذة القطار الي الرصيف! كذلك مالاقاه مانديلا من تلك السياسة, ولكن نشكر الله أن ذلك قد انقضي, وخرج مانديلا من السجن ليكون أول رئيس أسود لجنوب إفريقيا, كما أن أمريكا تحتفل بتحرير السود بعد استعبادهم زمنا.
ـ أخيرا فإن حقوق الإنسان موضوع طويل. نكتفي الآن بما قد ذكرناه.
المصدر: جورنال أون لاين
1:25 م | 0 تعليقات

إبراهيم عيسي يكتب: يبقى حاجة من الاتنين!

الجمعة، 30 سبتمبر 2011 | 12:50 م

 إبراهيم عيسي يكتب في التحرير: يبقى حاجة من الاتنين!
إبراهيم عيسي

فضلا عن أنها أطول فترة انتخابات برلمانية سوف تشهدها أى دولة فى العالم، فسوف تستغرق عمليا منذ فتح باب الترشح حتى حلف الأعضاء المنتخبين لليمين وبداية انعقاد دورة مجلس الشعب قرابة ستة أشهر، عمرك شفت انتخابات تستمر ستة أشهر؟ أديك حتشوف يا سيدى!
ولكن لا تتعجل، هناك المزيد!
فآخر مرحلة انتخابات للبرلمان ستنتهى منتصف يناير بينما سينعقد المجلس بأعضائه الناجحين فى منتصف مارس، إذن سوف يجلس عضو البرلمان المنتخب شهرين فى بيته لا شغلة ولا مشغلة كأنه عضو تحت التشطيب أو فى انتظار عدَله حتى تنعقد الجلسة الأولى..
هل رأى أحد منكم ملهاة ضاحكة باكية مثل هذه فى العالم كله؟
هذا الهرج القانونى الذى التزم به المجلس العسكرى انتهى إلى تهريج سياسى ينتظرنا فى ومع وبعد الانتخابات!
صحيح إن نِفسنا نخْلص ونعمل الانتخابات، لكن حتى لو انتهت -بعد عمر طويل- فهى لا تعنى بهذه الطريقة نهاية مشوار، بل هى مجرد رحلة فى قطار قشاش يتعطل فى كل محطة وسائقه تحت التمرين والعطشجى يعانى من مرض العشى الليلى!
لكن كله كوم وتقسيم الدوائر كوم آخر، فهو يشبه حكاية الرجل اللى كان ماشى فى الشارع قابله واحد تانى شكله مش على بعضه قاله: لو سمحت من فضلك قلعنى الجاكتة.
- نعم؟!
- قلعنى الجاكتة بسرعة.
- حاضر.. حاضر.. وراح مقلعه الجاكتة.
- لو سمحت بقى فكّ لى زراير القميص.
- لاااا، إنت زوّدتها قوى.. كده تاخد برد يقلب بنزلة شعبية حادة تاخد أجلك.
- من فضلك فكّها.. بسرعة أرجوك.
- أفففف.. وادى زراير القميص خلاص فكّيتها.. دا كان يوم إيه المهبب ده؟! ها، أى أوامر تانية؟
- أيوه، قلعنى بقى القميص.
- يا سيدى عيب.. مايصحش كده، ده احنا فى الشارع خلّى عندك دم.
- أرجوك.. أرجوك بسرعة.. مافيش وقت.
- دى واقعة إيه المهببة دى؟! أنا كان إيه اللى جابنى من الشارع ده؟ وادى القميص.. هاااا.. إيه تانى؟!
- ارسم لى على ضهرى خطوط بالطول وخطوط بالعرض.
- حسبى الله ونعم الوكيل! إنت مجنون يا راجل انت؟!
- من فضلك.. أرجوك.
- رسمتلك زفت بالطول وزفت بالعرض.
- رقّم لى بقى المربعات اللى اتكونت على ظهرى بالأرقام من 1 لـ40.
- يا صبر أيوووب.. بقى إنت معطلنى كل ده علشان تلاعبنى سيجة على قفاك؟
- بسرعة لو سمحت.. أرجوك رقّمهم.. من فضلك مش قادر.
- أدينى رقّمتهم يا سيدى.
رد عليه: لو سمحت بقى، اهرش لى فى المربع رقم 33.
على الناحية الأخرى تقف القوى السياسة بلا قدرة على التخطيط وبقدر هائل من الارتباك، فضلا عن موقف الإخوة الشباب من مشاركتهم فى الانتخابات أو فى القوائم، فيبدو فى تردده وتوتره وخيالاته مثل واحد بلدياتنا فى جيبه ربع جنيه.. قال: قدامى حاجة من اتنين: يا أشرب بيه عصير قصب، يا أركب بيه الأوتوبيس.
لو شربت عصير قصب مافيش مشكلة، لكن لو ركبت الأوتوبيس فى حاجة من الاتنين، يا أقعد يا أقف.
لو وقفت مافيش مشكلة. لكن لو قعدت حاجة من الاتنين: يا أقعد جنب راجل يا أقعد جنب ست.
لو قعدت جنب راجل مافيش مشكلة، لكن لو قعدت جنب ست يبقى حاجة من الاتنين: يا هنُعجَب ببعض يا مش هنُعجَب ببعض.
لو ما أُعجبناش ببعض مافيش مشكلة، لكن لو أعجبنا ببعض يبقى حاجة من الاتنين: يا نتجوز يا مانتجوزش.
لو ماتجوزناش مافيش مشكلة، لكن لو اتجوزنا يبقى حاجة من الاتنين: يا نخلف يا مانخلّفش.
لو ماخلّفناش مافيش مشكلة، لكن لو خلفنا يبقى حاجة من الاتنين: يا ولد يا بنت.
لو بنت يبقى مافيش مشكلة، لكن لو ولد يبقى حاجة من الاتنين: يا هينحرف يا مش هينحرف.
لو مانحرفش مافيش مشكلة، لكن لو انحرف يبقى حاجة من الاتنين: يا هيدمن يا مش هيدمن.
لو ما أدمنش يبقى مافيش مشكلة، لكن لو أدمن يبقى حاجة من الاتنين: يا هيكون معاه فلوس يا مش هيكون معاه فلوس.
لو معاه يبقى مافيش مشكلة، لكن لو معهوش يبقى حاجة من الاتنين: يا هيسرقنى يا هيقتلنى.
لو سرقنى يبقى مافيش مشكلة، لكن لو قتلنى يبقى…
يا نهار اسود! يقتلنى؟!
يا عم أنا هاشرب عصير قصب أحسن.
الآن ماذا عن الشعب المصرى وهو يتابع قوانين انتخابات معقدة وغامضة؟ وهو يضع آماله وأحلامه عن واقع جديد ومصر مختلفة فى يد مجلس عسكرى يتوجس منه طول الوقت وفى يد قوى سياسية لا يعرف لها قرارا، لعل هذه النكتة تشرح جرحه وتحكى عن زوج عنده دولاب قافله 20 سنة والمفتاح معاه هوّ بس، مراته هتتجنن وتعرف إيه اللى جوه الدولاب.
وفى يوم راح الشغل ونسى المفتاح.
مراته فتحت الدولاب لقت 20 ألف جنيه وبيضتين.
لما رجع سألته إيه حكاية البيضتين، قال لها: بصراحة كنت كل ما اخونك أحط بيضة فى الدولاب.
الزوجة الطيبة قالت: عشرين سنة جواز وخنتنى مرتين بس؟ والله فيك الخير، ولا يهمك. ثم سألته: طب والعشرين ألف جنيه؟
قال لها: كنت كل ما اجمّع كرتونة بيض أبيعها!
أيها الشعب الكريم.. البيض فقس!
المصدر: جورنال أون لاين
12:50 م | 0 تعليقات

عمر طاهر يكتب: وأنااااا على الربابة باغنى

عمر طاهر
عمر طاهر يكتب في التحرير: وأنااااا على الربابة باغنى

يبدو أنه قد انكتب على الواحد أن يظل كاتبا معارضا يبحث كل صباح عمن يستحق إنه يتغزّ بمقال فى جنبه غزة توقع اللقمة من بقه، عندما هُيّئ لى أن الثورة نجحت اعتقدت أن هذا الدور قد انتهى وأننى سأتحول من كاتب معارض مرة بالسخرية ومرة بالقفش ومرة بشغل الأراجوزات ومرة بشغل الصعايدة.. أقول اعتقدت أننى سأخرج من هذه المرحلة لأتحول إلى كاتب يقف على مقربة من الشعب يبنى وطنا.. يقف على مقربة منهم يكتب لهم أغنيات حماسية ويقول لهم حكايات تفتح الشهية وتفتح مسامَّ الخيال.. يهوّن عليهم تعبهم ويدعم وجود الابتسامة على وجوههم طول الوقت، بفيلم أو مسرحية أو كتاب.. يعلّم أطفالهم ويأخذ بأيدى جهلائهم.. يطوف البلاد من أجلهم حتى يحضر إليهم أشباه المجاذيب أمثاله المختبئين فى شوارع ضيقة فى مدن بعيدة، اعتقدت أننى سأتحول إلى فواعلى يسند ظهر الشغالين بما يجيده حتى لو كان الكلام، لكننى بدلا من مهاجمة مبارك أهاجم سيادة المشير، وبدلا من أن يحطّ الواحد على مجلس الشعب لا بد له كل يومين من حطة على المجلس العسكرى، الداخلية التى كنا نهاجم إفراطها فى الحضور ننتقد الآن إفراطها فى الغياب، المعارضة المستأنسة تغيرت اليد التى تمسك بطرف السلسلة المعلَّقة فى رقبتها، منذ يومين أطل على شاشة التليفزيون المصرى زميل لى فى العمل وجارى فى العمارة وشريك اللجنة الشعبية.. كانا هما المعلقين على زيارة المشير لشوارع وسط البلد، الأول يقول له «البدلة بتعنى أنه يصلح للرئاسة»، والآخر يقول له «شُفت ازاى مافيش حد من الحراس بيقول للناس اوعوا؟»، إذن النقد والهجوم الآن اتسعت دائرته لتشمل بعضا من شركاء العيش والملح، الإخوان بعد أن كانوا محل تقدير ودعم من قبل صاروا حملا جديدا على الواحد لا بد أن يقف له على الواحدة بالذات مع النماذج التليفزيونية منهم مثل أحمد أبو بركة وصبحى صالح.. صار الواحد ملزما بمحاصرة أصوات تبدو ثورية لكنها ثورة تشبه زنة محول الكهربا، فاتسعت القائمة لتجعل الواحد منتبها لصحفيين وإعلاميين وبتوع حقوق إنسان وبتوع ائتلافات ثورة… أقضى اليوم كله فى النقد إن لم يكن فى مقال فعلى «تويتر» أو على القهوة أو حتى فى الحمام حيث يجلس الواحد مشعلا سيجارته سارحا فى تبدل الناس ومستعرضا قائمة الأسماء التى يجب أن ننتبه لها بقوة سواء انتباها لاتقاء سمومها أو انتباها للعزيمة الوطنية التى يمتلكونها.
لا أشكو لحضرتك.. نحن نعيش أجمل أيامنا.. والبناء قادم.. أنا بس اللى مستعجل، وأحلم أن تبدأ فترة تشبه ولو من بعيد مطلع الستينيات حين كان الجميع يحملون البلد على أكتافهم وطايحين بيه فى كل مكان، أستعجل قدوم هذه المرحلة لأن أى شىء يعمله الواحد فى ظلها يلمس القلب بقوة وينظّف المخ والشرايين ويجعل الحواسّ كلها صافية وتعمل بأقصى كفاءة.. لكن إلى هذا الحين لا بأس من العمل والكفاح كأننا نعانى من الاحتلال، فلهذه المرحلة جمالها أيضا ولقسوة ظروفها طعم سنستسيغه على مهل عندما تنتهى، لا بأس من العودة إلى الميدان واقتسام الأسفلت كفراش مع سندوتشات الحلاوة الطحينية.. لا بأس من اصطياد الوجوه التى قد تثير العكننة فى نفوسنا واحدا تلو الآخر، ويا لها من متعة! قبل أن يبدأ التاريخ ليس هناك ما هو أجمل من أن تمهد له الطريق.. والحجارة التى سنبنى بها البلد من أين لنا بها ما لم نقم معًا بتكسير الجبل؟!
المصدر: جورنال أون لاين
12:43 م | 0 تعليقات

صلاح عيسي يكتب: الليلة.. والبارحة

الأربعاء، 28 سبتمبر 2011 | 4:06 م

صلاح عيسي
صلاح عيسي يكتب في اليوم السابع: الليلة.. والبارحة

فى عام 1972، كنت أعمل بجريدة «الجمهورية» القاهرية، واقترحت على رئيس تحريرها المرحوم «مصطفى بهجت بدوى» أن أكتب دراسة مسلسلة عن حياة الزعيم «مصطفى النحاس باشا»، فتحمس للفكرة من وجهة نظر صحفية ترى أن موضوعا من هذا النوع هو «ضربة صحفية» يمكن أن تسهم فى رفع توزيع «الجمهورية» التى كانت تحتل المرتبة الثالثة فى توزيع الصحف اليومية الثلاث التى لم يكن يصدر غيرها فى مصر آنذاك.

وكان قد مرّ عشرون عاماً على ثورة 23 يوليو 1952، فرضت أجهزة الإعلام خلالها تعتيماً شاملاً على اسم وصورة وتاريخ «مصطفى النحاس»، إلى درجة أن الرقابة على الصحف، كانت تشطب اسمه أينما ورد فى أى مقال أو خبر، حتى لو كان فى مجال التنديد به، وهو ما كان يعنى فى تقديرى أن أى رئيس تحرير ينشر أى سلسلة من الموضوعات الصحفية عنه، سوف يضيف إلى قراء «الجمهورية» آلافا من الجيل الذى عاصر الرجل، وناضل تحت قيادته للحركة الوطنية، فضلاً على الجيل الذى كان فى طفولته، عندما تقرر شطب اسمه وصورته من التاريخ.

وكانت وجهة نظرى - التى شاركنى فيها مصطفى بهجت بدوى - هى أن الأوان قد آن لتقييم موضوعى للرجل، الذى كان أحد أقطاب ثورة 1919، والذى قاد نضال الشعب المصرى، خلال 25 عاماً - بين 1927و1952 - دفاعاً عن الاستقلال والديمقرطية.

دفعت إلى «مصطفى بهجت» بالفصول الأولى من الدراسة لكنه اعترض على اقتراحى البدء بنشر حملة دعاية لها، قائلاً إنه لابد وأن يستشير فى الأمر وزير الإعلام «د.محمد عبدالقادر حاتم»، ولأن المسألة تتعلق بسياسة إعلامية ثابتة تواصلت لسنوات، لابد من جس نبض «أصحاب الشأن» قبل مفاجأتهم بالخروج عنها علنا، مهما كان تقديرنا بأنه لم يعد هناك مبرر لاستمرارها، إذ ارتبطت بمخاوف قادة ثورة 23 يوليو فى السنوات الأولى منها، من تأثير الجماهيرية الكاسحة لشخصية «مصطفى النحاس» على جماهيرية الثوار الجدد.

واقترح «مصطفى بهجت» أن نعرض على وزير الإعلام، بروفة طبع نهائية لثلاثة فصول من الدراسة، وكلفنى بالإشراف على إعداد هذه البروفات.

توجهت إلى أرشيف الصور لأكتشف حجم الثروة الهائلة والنادرة من الصور الفوتوغرافية التاريخية التى تمكلها «الجمهورية».. إذ كانت قد ورثت أرشيفات صور عدد من الصحف التى توقفت عن الصدور بعد ثورة 1952، إما لأن الزمن قد تجاوزها، أو لأنها دخلت فى صدام مع السلطة الجديدة فأغلقتها، كان من أبرزها صحيفة «المصرى» اليومية - أوسع الصحف الوفدية اليومية انتشاراً. ورغم أن «الجمهورية» - والصحف التى تصدر عنها - لم تكن تهتم كثيراً بصور «العهد البائد» - إلاّ أننى وجدت حماسا شديدا من «عم صالح»، وكان شيخا عجوزا جاوز الستين، ورثته «الجمهورية» عن أرشيف «المصرى»، واستطعنا بعد مجهود، أن نجمع معظم ما يضمه الأرشيف من صور «مصطفى النحاس»، أخذت منها صور الحلقات الثلاث ووضعت الباقى فى أربعة ملفات ضخمة وسلمتها لـ«عم صالح»، فأودعها أحد أدراج الأرشيف.

وخلال أيام قليلة، كانت تجربة الطبع على مكتب وزير الإعلام، وكانت بالمصادفة - تدور حول التهم الذى شاعت عنه، ومن أهمها ما قيل حول فساد الحكم فى عهد حكومات الوفد، التى شملت توزيع أراضى الدولة بأثمان بخسة على الأقارب والمحاسيب، وطرح المواد التموينية المدعمة للبيع فى السوق السوداء، والتجارة فى أذون الاستيراد، والتلاعب فى البورصة، وهى وقائع كانت حجر الزاوية فيها هى المرحومة «زينب الوكيل» حرم النحاس، التى أشيع أن نفوذها تعدى المال إلى السياسة، وأنها كانت تتدخل فى اختيار الوزراء.. حتى أنها استقبلت وزير المالية ذات يوم قائلة: أهلاً بوزير ماليتى.

وتوقعت أن تشجع هذه البداية، التى توحى بأن الهدف من الحلقات هو مواصلة حملة التشهير بتاريخ «النحاس» وزير الإعلام فيوافق على نشر الحلقات.. ولكنه - على العكس من ذلك - لم يوافق.. وحين سألت «مصطفى بهجت» عن السبب، قال وعلى وجهه ابتسامة ذات مغزى، إن الوزير قال له إن الحديث عن نفوذ السيدة زينب الوكيل قرينة مصطفى النحاس، سوف يستدعى فى أذهان القراء المقارنة بينه وبين الدور الذى كانت السيدة «جيهان السادات» - قرينة الرئيس «أنور السادات» - قد بدأت تلعبه على مسرح السياسة المصرية.. ساعتها تنبهت إلى أن الليلة تشبه البارحة وأن التاريخ المصرى يسير على قاعدة «داين تدان» وأن فساد الإدارة المصرية قانون كونى.

وبعد شهور دخلت أرشيف الصور، فلم أجد «عم صالح».. وقالوا لى إنه رحل منذ أسابيع، وفتحت الدرج الذى وضع فيه أمامى صور النحاس.. فوجدته خالياً!
رابط المقال: الليلة.. والبارحة
المصدر: جورنال أون لاين
4:06 م | 0 تعليقات
مواقيت الصلاه أسعار العملات ألعب سودوكو