إبراهيم عيسي يكتب في التحرير: يبقى حاجة من الاتنين!
إبراهيم عيسي |
فضلا عن أنها أطول فترة انتخابات برلمانية سوف تشهدها أى دولة فى
العالم، فسوف تستغرق عمليا منذ فتح باب الترشح حتى حلف الأعضاء المنتخبين
لليمين وبداية انعقاد دورة مجلس الشعب قرابة ستة أشهر، عمرك شفت انتخابات
تستمر ستة أشهر؟ أديك حتشوف يا سيدى!
ولكن لا تتعجل، هناك المزيد!
فآخر مرحلة انتخابات للبرلمان ستنتهى منتصف يناير بينما سينعقد المجلس
بأعضائه الناجحين فى منتصف مارس، إذن سوف يجلس عضو البرلمان المنتخب شهرين
فى بيته لا شغلة ولا مشغلة كأنه عضو تحت التشطيب أو فى انتظار عدَله حتى
تنعقد الجلسة الأولى..
هل رأى أحد منكم ملهاة ضاحكة باكية مثل هذه فى العالم كله؟
هذا الهرج القانونى الذى التزم به المجلس العسكرى انتهى إلى تهريج سياسى ينتظرنا فى ومع وبعد الانتخابات!
صحيح إن نِفسنا نخْلص ونعمل الانتخابات، لكن حتى لو انتهت -بعد عمر
طويل- فهى لا تعنى بهذه الطريقة نهاية مشوار، بل هى مجرد رحلة فى قطار
قشاش يتعطل فى كل محطة وسائقه تحت التمرين والعطشجى يعانى من مرض العشى
الليلى!
لكن كله كوم وتقسيم الدوائر كوم آخر، فهو يشبه حكاية الرجل اللى كان
ماشى فى الشارع قابله واحد تانى شكله مش على بعضه قاله: لو سمحت من فضلك
قلعنى الجاكتة.
- نعم؟!
- قلعنى الجاكتة بسرعة.
- حاضر.. حاضر.. وراح مقلعه الجاكتة.
- لو سمحت بقى فكّ لى زراير القميص.
- لاااا، إنت زوّدتها قوى.. كده تاخد برد يقلب بنزلة شعبية حادة تاخد أجلك.
- من فضلك فكّها.. بسرعة أرجوك.
- أفففف.. وادى زراير القميص خلاص فكّيتها.. دا كان يوم إيه المهبب ده؟! ها، أى أوامر تانية؟
- أيوه، قلعنى بقى القميص.
- يا سيدى عيب.. مايصحش كده، ده احنا فى الشارع خلّى عندك دم.
- أرجوك.. أرجوك بسرعة.. مافيش وقت.
- دى واقعة إيه المهببة دى؟! أنا كان إيه اللى جابنى من الشارع ده؟ وادى القميص.. هاااا.. إيه تانى؟!
- ارسم لى على ضهرى خطوط بالطول وخطوط بالعرض.
- حسبى الله ونعم الوكيل! إنت مجنون يا راجل انت؟!
- من فضلك.. أرجوك.
- رسمتلك زفت بالطول وزفت بالعرض.
- رقّم لى بقى المربعات اللى اتكونت على ظهرى بالأرقام من 1 لـ40.
- يا صبر أيوووب.. بقى إنت معطلنى كل ده علشان تلاعبنى سيجة على قفاك؟
- بسرعة لو سمحت.. أرجوك رقّمهم.. من فضلك مش قادر.
- أدينى رقّمتهم يا سيدى.
رد عليه: لو سمحت بقى، اهرش لى فى المربع رقم 33.
على الناحية الأخرى تقف القوى السياسة بلا قدرة على التخطيط وبقدر هائل
من الارتباك، فضلا عن موقف الإخوة الشباب من مشاركتهم فى الانتخابات أو
فى القوائم، فيبدو فى تردده وتوتره وخيالاته مثل واحد بلدياتنا فى جيبه
ربع جنيه.. قال: قدامى حاجة من اتنين: يا أشرب بيه عصير قصب، يا أركب بيه
الأوتوبيس.
لو شربت عصير قصب مافيش مشكلة، لكن لو ركبت الأوتوبيس فى حاجة من الاتنين، يا أقعد يا أقف.
لو وقفت مافيش مشكلة. لكن لو قعدت حاجة من الاتنين: يا أقعد جنب راجل يا أقعد جنب ست.
لو قعدت جنب راجل مافيش مشكلة، لكن لو قعدت جنب ست يبقى حاجة من الاتنين: يا هنُعجَب ببعض يا مش هنُعجَب ببعض.
لو ما أُعجبناش ببعض مافيش مشكلة، لكن لو أعجبنا ببعض يبقى حاجة من الاتنين: يا نتجوز يا مانتجوزش.
لو ماتجوزناش مافيش مشكلة، لكن لو اتجوزنا يبقى حاجة من الاتنين: يا نخلف يا مانخلّفش.
لو ماخلّفناش مافيش مشكلة، لكن لو خلفنا يبقى حاجة من الاتنين: يا ولد يا بنت.
لو بنت يبقى مافيش مشكلة، لكن لو ولد يبقى حاجة من الاتنين: يا هينحرف يا مش هينحرف.
لو مانحرفش مافيش مشكلة، لكن لو انحرف يبقى حاجة من الاتنين: يا هيدمن يا مش هيدمن.
لو ما أدمنش يبقى مافيش مشكلة، لكن لو أدمن يبقى حاجة من الاتنين: يا هيكون معاه فلوس يا مش هيكون معاه فلوس.
لو معاه يبقى مافيش مشكلة، لكن لو معهوش يبقى حاجة من الاتنين: يا هيسرقنى يا هيقتلنى.
لو سرقنى يبقى مافيش مشكلة، لكن لو قتلنى يبقى…
يا نهار اسود! يقتلنى؟!
يا عم أنا هاشرب عصير قصب أحسن.
الآن ماذا عن الشعب المصرى وهو يتابع قوانين انتخابات معقدة وغامضة؟
وهو يضع آماله وأحلامه عن واقع جديد ومصر مختلفة فى يد مجلس عسكرى يتوجس
منه طول الوقت وفى يد قوى سياسية لا يعرف لها قرارا، لعل هذه النكتة تشرح
جرحه وتحكى عن زوج عنده دولاب قافله 20 سنة والمفتاح معاه هوّ بس، مراته
هتتجنن وتعرف إيه اللى جوه الدولاب.
وفى يوم راح الشغل ونسى المفتاح.
مراته فتحت الدولاب لقت 20 ألف جنيه وبيضتين.
لما رجع سألته إيه حكاية البيضتين، قال لها: بصراحة كنت كل ما اخونك أحط بيضة فى الدولاب.
الزوجة الطيبة قالت: عشرين سنة جواز وخنتنى مرتين بس؟ والله فيك الخير، ولا يهمك. ثم سألته: طب والعشرين ألف جنيه؟
قال لها: كنت كل ما اجمّع كرتونة بيض أبيعها!
أيها الشعب الكريم.. البيض فقس!
رابط المقال: يبقى حاجة من الاتنين!
المصدر: جورنال أون لاين