‏إظهار الرسائل ذات التسميات البابا شنودة. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات البابا شنودة. إظهار كافة الرسائل

البابا شنودة يكتب: ماهو الحق؟ وأنواعه؟ وماذا ضده

الأحد، 2 أكتوبر 2011 | 1:25 م

البابا شنودة يكتب في الأهرام: ماهو الحق؟ وأنواعه؟ وماذا ضده
البابا شنودة

الحق هو اسم من أسماء الله تبارك وتعالي‏,‏ سواء في الإسلام أو في المسيحية‏,‏ لذلك فموضوع الحق موضوع خطير‏,‏ ينبغي أن نعطيه حقه من الاهتمام‏.
ـ وكلمة الحق تعني أيضا الصدق, وضدها الكذب, فكل من يكذب بشتي ألوان الكذب هو ضد الحق, ونلاحظ أن الشاهد في المحكمة يقسم أن يقول الحق, كل الحق, ولا شيء غير الحق, وعبارة كل الحق تعني أيضا أن أنصاف الحقائق قد لا تكون حقا, لأنها تخفي جزءا من الحق قد يطمس الحقيقة أحيانا.
ـ وكلمة الحق قد تعني أيضا العدل, وعبارة يجب أن تحكموا بالحق معناها أن تحكموا بالعدل, كما أن عبارة شخص حقاني تعني شخصا عادلا, يعطي كل ذي حق حقه, لا ينحاز الي أحد, بل إذا اختصم إليه اثنان, يحكم بينهما بالمساواة, لا يحابي أحدهما, في حين يظلم الآخر, كما أن الإنسان الحقاني, لا يشهد علي أحد بالزور, ولا ينسب الي أحد تهما باطلة.
ـ وإن تكلمنا عن الحق, ينبغي أن يشمل كلامنا عدة أمور وهي: الحق في ذاته, وحق الغير عليك, وحقوق الله أيضا عليك, وكذلك حق ذاتك عليك, بل أيضا حقوق الانسان بصفة عامة.
ـ فمن حقوق الله عليك: الايمان به, والطاعة لكل وصاياه وأوامره, وعبادته والخشوع أمامه, حيث تنحني أمامه وتركع وتسجد, كذلك عليك أن تفعل الخير باستمرار, وتنفذ مشيئة الله, ولا تخطيء.
ومن حقوق الله عليك, أنك إن نذرت نذرا أن توفي به, لأنك خير لك أن لا تنذر, من أن تنذر ولا تفي, والنذر هو عهد بينك وبين الله, لا يجوز أن ترجع عنه وهناك فروض أخري في الدين يجب مراعاتها.
ـ أما عن حق ذاتك عليك, فهي أن تحفظ ذاتك سليمة في الدنيا والآخرة: لا تضر جسدك بتنجيسه, ولا تضر صحتك بالتدخين والمسكرات, كما عليك أن تحفظ قلبك نقيا بعيدا عن الخطايا التي مصيرها أن تهلكك في جهنم, لذلك عليك أن تضبط نفسك باستمرار, وتحيا حياة التوبة والفضيلة, بل تكون أيضا قدوة لغيرك.
ـ اما من جهة حقوق غيرك عليك, فهي من الناحية الايجابية أن تساعده وتعينه علي قدر ما تستطيع, وتحاول باستمرار في معاملتك له أن تعطي أكثر مما تأخذ.. أما من الناحية السلبية: فمن حق غيرك عليك أنك لا تظلمه, فلا تمنع عنه حقه, ولا تنقصه حقه, ولا تهينه, ولا تسيء إليه والي سمعته, ولا تعتدي عليه, ولا تأمره بما لا طاقة له به, ولا تهمشه إن كان تحت سلطانك, ولا تضطهده, ولا تذله.. وغير ذلك كثير.
ـ كل ما سبق فقلناه, هو من جهة الأفراد, لكن هناك حقوقا اجتماعية ينبغي أن نتعرض لها, فكما أن هناك ظلما قد يتعرض له الفرد, كذلك قد يوجد ظلم اجتماعي, وظلم سياسي:
ـ فمن الظلم الاجتماعي مثلا: وجود أطفال الشوارع الذين بلا مأوي, ويوجد مثل هؤلاء في أمريكا يسمونهمHomeless, والدولة ملزمة أن توجد لهم مأوي, وأن تدفع لم مبلغا ماليا بسيطا كل شهر يكفي للتغذية, ذلك لأن لهم حقا علي الدولة أن تعتني بهم.
نفس الكلام نقوله عن البطالة: كحالة الشاب الذي يبذل جهده للدراسة في الجامعة, حتي إذا ما نجح وتخرج, يجد نفسه عاطلا بلا عمل!! أليس من حقه أن يعيش, وأن يعمل, وأن يكون له إيراد, يمكنه به أن يكون له بيت, ويتزوج, وينفق علي عائلة؟!
أقول ـ وأنا متألم ـ إنه في إحدي المرات, أرسلت الي أرملة تقول: إن لها أربعة أبناء, ومعاشها من زوجها المتوفي عبارة عن130 جنيها, وعليها ايجار شقة, ومصروفات مدارس لأبنائها, ومصروف البيت!! وأمثال هذه الأرملة كثيرات, فما واجب المجتمع حيال الكل؟!
ـ إن الله حينما خلق العالم, أوجد فيه من الخير ما يكفي جميع الناس, ولكن المشكلة هي في سوء التوزيع! فيوجد أشخاص يعيشون في ترف شديد, وآخرون لا يجدون القوت الضروري. فما هي حقوق كل هؤلاء؟ وكيف ينالونها؟! ومع ذلك يتحدث المجتمع عن الاشتراكية وعن المساواة!! كما تحدثوا قبلا عن مجانية التعليم!!
ـ إن الله حينما أعطانا المال, لم يعطنا إياه فقط لكي ننفقه, إنما بالأكثر لكي نكون وكلاء عليه, نتصرف فيه من جهة احتياجاتنا واحتياجات المجتمع الذي نعيش فيه.. أعطانا المال, ومعه وصية العطاء, والرفق علي الفقير والمسكين وعابري السبيل.
ـ أيضا مرت علي العالم فترة, وجد فيها الرق والعبودية, وشراء الإنسان لأخيه الإنسان, بل بالأكثر ضربه وإساءة معاملته, كما يقول الشاعر: لا تشتر العبد إلا والعصا معه.. إن العبيد لأنجاس مناكيد, بل كان ممكنا أن يبيع هذا العبد( الذي هو أخوه في البشرية) وأكثر من هذا له أن يقتله! باعتبار هذا الانسان جزءا من مقتنياته!!
ـ أخيرا أتكلم عن الظلم السياسي, ومن أمثلته معاملة السود من نتائج سياسية البيض في الـCommonwealth, وقد قاسي من الأمر غاندي حينما كان محاميا في جنوب إفريقيا, إذ في إحدي المرات قطع تذكرة درجة أولي في القطار, فاحتجوا علي ذلك, لأنه لا يجوز أن رجلا أسود يركب درجة أولي, وألقوه من نافذة القطار الي الرصيف! كذلك مالاقاه مانديلا من تلك السياسة, ولكن نشكر الله أن ذلك قد انقضي, وخرج مانديلا من السجن ليكون أول رئيس أسود لجنوب إفريقيا, كما أن أمريكا تحتفل بتحرير السود بعد استعبادهم زمنا.
ـ أخيرا فإن حقوق الإنسان موضوع طويل. نكتفي الآن بما قد ذكرناه.
المصدر: جورنال أون لاين
1:25 م | 0 تعليقات

البابا شنودة يكتب: طرق لمعالجة الغضب الخاطئ

الأحد، 18 سبتمبر 2011 | 1:52 م

البابا شنودة
البابا شنودة يكتب في الأهرام: طرق لمعالجة الغضب الخاطئ

ليس كل غضب خطأ أو خطيئة‏.‏ انما الغضب الخاطئ هو الغضب المنفعل الذي تسيطر عليه الأعصاب ويتحول إلي نرفزة‏,‏ ويكون لأسباب ذاتية غير روحية‏,‏ وبأسلوب غير روحي‏.‏

ومن ضمن الطرق التي يعالج بها هذا الغضب:
** الابطاء في الغضب: فالغضب هو حركة سريعة, تثار فتندفع. والابطاء يمنعها. فالابطاء في الغضب يعطي فرصة للتحقق, ولتهدئة النفس من الداخل, والتحكم في الأعصاب وفي اللسان. وقد قال سليمان الحكيم: لا تسرع بروحك إلي الغضب, لأن الغضب يستقر في حضن الجهال. وهذه الجهالة واقع عملي. فكثيرا ما نري أشخاصا يغضبون بسرعة. ثم يرجعون ويندمون علي كل ما فعلوه, ويرونه اندفاعا غير حكيم, ينقصه التروي والفحص, ويقول الواحد منهم عن خطئه:( لم أكن وقتها في عقلي) ونلاحظ أن الابطاء في الغضب يكون مقترنا بصفات الرحمة والرأفة والمغفرة.
لاشك أن الشخص بطيء الغضب هو إنسان كثير الفهم: يفهم مضار الغضب ونتائجه السيئة. ويفهم أنه لا يصنع برا, ولا يقيم سلاما مع الناس بل قد يضر الشخص الغضوب صحيا ونفسيا وروحيا. ويوقعه في خطايا كثيرة, ويجعله عثرة للناس.
والمعروف أن الابطاء في الغضب يمكن أن يمنعه أو يصرفه لانه يجعل الإنسان يجتاز مرحلة الانفعال, ويدخل في دائرة التعقل وأيضا الصبر, وبهذا قد يتبدد الدافع إلي الغضب, وربما يسبب هذا الابطاء هدوء الطرف الآخر ويبطل اثارته.

** آفة الغضب هي السرعة, والتصرف باندفاع وبدون تفكير فلو أنك أبطأت, وبدأت تفكر ولم تترك نفسك فريسة للاندفاع فلابد أنك ستستطيع أن تهدئ نفسك وتحتفظ بأعصابك لذلك قبل أن تلفظ كلمة في غضبك, فكر في نتائجها, والمعروف أن الكلمات في حالة الغضب( أي النرفزة) تخرج بلا ضابط, وكثيرا ما تكون كلمات خاطئة جدا وتسبب مشاكل. كما تكون موضع نقد. أما أنت فلا تندفع بالكلام. وتباطئا حيثما تفهم جيدا ماذا ينبغي أن تفعل وهكذا يكون الابطاء في الغضب يحمل فضيلة ضبط النفس.

** وان لم تعرف كيف تتصرف, اسكت. فالسكوت في حالة الغضب فضيلة, لان تبادل الكلمات الشديدة يزيد الغضب بين الطرفين, والكلمة الانفعالية التي هي نتيجة لإساءة سابقة تصبح مبررا لاهانة لاحقة, وتزيد الجو توترا. علي أن هناك وسيلة تصلح أكثر من السكوت وهي الجواب اللين.

** قال سليمان الحكيم: الجواب اللين يصرف الغضب, والكلام الموجع يهيج السخط. فإذا احتدم الغضب, فإنه لا يعالج بالكلمات الموجعة. ذلك لأن النار لا تطفيء نارا ولكن يطفئها الماء. وهكذا تكون الكلمة اللطيفة أقدر علي إطفاء النار.
ربما يكون الجواب اللين, في كلمة فكاهة أحيانا, حيث تبسط جوا من المرح يزول فيه الغضب, ولكن لابد أن يكون ذلك بروح مودة, لئلا يثير ضحكك الطرف الآخر. والعجيب ان كثيرا من المتدينين المتشددين تنقصهم البشاشة أحيانا. ولذلك نري وجوههم جادة باستمرار وملامحهم صارمة عابثة فإن صادفتهم مشكلة غضب يزيدونها حدة بهذه الجدية فتشتعل, بينما يكون الحل في ابتسامة لطيفة وكلمة رقيقة.

** لذلك كثيرا ما تكون البشاشة علاجا للغضب والشخص البشوش يستطيع أن يستوعب الموقف في لطف ويرد بملامحه المنبسطة المريحة وبوجه مبتسم. وقد يكون الجواب اللين هو كلمة اتضاع. سرعان ما يتلاشي معها غضب الطرف الآخر, ولا يجد أمامه شيئا يقوله.

** علي أنه لا يصلح أسلوب واحد للتهدئة مع جميع الغضوبين. فمع إنسان قد يصلح السكوت, ان كانت كل كلمة يمكن أن تثيره بالأكثر, ومع آخر ربما يثيره صمتك ويحتاج إلي كلمة تهدئة, والأمر يحتاج إلي حكمة: متي تتكلم؟ ومتي تصمت؟ أنظر إلي الشخص الذي أمامك: ماذا يريحه ويهدئه؟

** وفي علاج نفسك من الغضب الخاطئ, تذكر نتائج الغضب السيئة. ولعل من أهم هذه النتائج: هزيمة الإنسان من الداخل, وعثرته للناس في الخارج, وخسارته للآخرين, بل خسارته أيضا في صحته وروحياته وابديته. مع تعقد الأمور بالأكثر نتيجة للغضب الخاطئ فإن اقتنع الإنسان بأن الغضب سيضره من نواح متعددة, حينئذ يجد دافعا في داخله يمنعه من الغضب أو من اكماله.

** وفي كل مرحلة تصل إليها في غضبك احترس من التدرج إلي ما هو أسوأ: فإن دخل الغضب إلي فكرك, احترس من أن يصل إلي قلبك, ويربك مشاعرك ضد غيرك. وان وصل إلي قلبك احترس من أن يصل إلي ملامحك, فيكفهر وجهك وتظهر بأسلوب غير مشرف, وان ساد الغضب علي ملامحك احترس من أن يسود علي لسانك, فتلفظ بألفاظ قاسية. وان ادرك الغضب لسانك, اجعله يقف عند حد من اخطاء اللسان فهي متعددة وان سقطت في اخطاء اللسان, احترس من ان يصل الغضب إلي يدك فتقع في الايذاء والاعتداء. وان وصلت إلي ذلك احترس من القسوة بكل أنواعها, ضع للغضب حدودا في كل مرحلة ولا تجعله يصل إلي مستوي الحقد والكراهية.
علي أننا في كل هذا لم نستوف الموضوع حقه, وربما نحتاج إلي تكملته في مقال آخر.
المصدر: جورنال أون لاين
1:52 م | 0 تعليقات

البابا شنودة يكتب: أنواع من القتل

الأحد، 11 سبتمبر 2011 | 6:59 م

البابا شنودة
البابا شنودة يكتب في الأهرام: أنواع من القتل 

وصية الله واضحة وصريحة وهي‏:‏ لا تقتل‏.‏
وعلينا أن نفهم مدلول هذه الوصية وتفاصيلها. لاشك أنه ليس معناها فقط لا تقتل غيرك, وانما أيضا لا تقتل نفسك.

وإن كانت كل خطية يمكن أن تكون خطيئة بالعمل أو بالفكر أو بالقول, يمكن أن ينطبق هذا أيضا علي خطيئة القتل.

وإن كان القانون الجنائي يعاقب فقط علي القتل بالفعل أو الشروع الفعلي في القتل, ولكن حكم الضمير يمكن أن يعاقب علي القتل بالفكر, والقتل بالنية, برغبة القلب من الداخل, وهناك أيضا قتل جزئي وقتل كلي. هناك قتل للجسد, وقتل آخر للمعنويات, وقتل للسمعة.

هناك قتل مباشر, وآخر غير مباشر, بالاشتراك أو بالتحريض.. كما أن هناك قتلا للروح بالقائها في جهنم.

ـ وهنا يقف أمامنا سؤال وهو هل القتل في الحرب تدخل مسئوليته تحت وصية لا تقتل؟ ونجيب بأن الحرب اما أن تكون عدوانية هدفها الاعتداء علي دولة أخري أو احتلالها وهذه ولاشك حرب خاطئة تختلف تماما عن الحرب الدفاعية التي تجيزها الوصية.
كذلك هناك نقطة مهمة وهي نوعية الأسلحة التي تستخدم في الحرب, فهناك أنواع من الأسلحة لا تجيزها القوانين العالمية كالأسلحة الفتاكة أو المدمرة أو التي لا تتفق مع قواعد الإنسانية, كذلك يمتنع الاعتداء علي المدنيين والمستشفيات والمؤسسات الإنسانية, وعدم التعرض للأطفال والنساء ودور العبادة, من أجل ذلك كله فانه بعد الحرب العالمية الثانية, أقيمت محاكم دولية لمحاكمة مجرمي الحرب أولئك الذين اعتبروا مجرمين في حق البشرية. كذلك يدخل في نطاق وصية لا تقتل القتل بالتعقيم وأحيانا في بعض العصور كان يستخدم الاخصاء وهو نوع آخر من القتل الجزئي.

ـ ومن أنواع القتل أيضا: الاجهاض. الاجهاض هو عملية قتل لجنين, أي لمخلوق حي كاملا لم يولد بعد, وان تم الاجهاض بطريقة طبية, فان الطبيب يتحمل جزءا من المسئولية, علي أن الهدف من اسقاط الجنين قد يحدد نوعية المسئولية. ربما يكون الاجهاض خطيئة لستر خطيئة أخري إذا كان الحمل سفاحا, وقد يكون سبب الاجهاض هو عدم رغبة الأم أو الأب في النسل, وهذا لا يعفيهما من جريمة القتل. أو قد يكون سبب الاجهاض هو الخوف علي صحة الأم إذا كانت الولادة تهدد حياتها بالموت, فيموت الجنين الذي لم يولد بعد بدلا من الأم الكائنة حية.

ـ وتدخل في وصية لا تقتل: البغضة الشديدة التي تتمني قتل إنسان. فبما ان القتل لم يتم بالفعل, إلا أنه تم داخل القلب وداخل النية. كذلك ليس القتل مقصورا فقط علي الجسد بل هناك قتل معنوي منه عمليات التشهير واضاعة سمعة الغير وقيمته الأدبية ومركزه الاجتماعي بين الناس, وكل هذا نسميه بالقتل الأدبي. نقطة أخري هي قتل الشخصية: فيمكن لأب قاس ان يلغي بأوامره الشاملة شخصية ابنه فينشأ معدوم الشخصية لا يستطيع أن يتصرف وحده في شيء. وهذا التصرف قد يفعله زوج مستبد مع امرأته, أو رئيس عمل مع مرءوسيه يحدث هذا عن طريق سوء المعاملة أو تثبيط الهمة باستمرار, أو اشعار الإنسان في كل مجال بأنه عاجز وفاشل ولا يصلح لشيء!!

** هناك أيضا نوع من القتل الجزئي. ويدخل في هذا النطاق الاعتداء الجسدي والضرب والايذاء والتعذيب والتشويه. ومن الجائز أن إنسانا يعتدي علي آخر فيحدث به عاهة مستديمة كأن يفقده بصره, أو يشوه وجهه وعمليا ان من يعكر دم إنسان باهانة أو اذلال فانه يحدث فيه قتلا جزئيا عن طريق عمليات هدم خلايا وكرات دموية داخل جسده.

ـ يوجد قتل غير مباشر, مثل قتل الأعصاب, بالاغاظة الشديدة والاثارة حتي لا تقوي أعصابه علي الاحتمال, فيثور أو يغلي في داخل نفسه. وربما يمرض من الحزن والألم والغيظ. فتظن القتل يا أخي معناه أن تطعن أحدا بسكين أو تضربه بالرصاص؟! كلا ما أسهل أن تحطم نفسه بتصرف فيه احتقار أو امتهان.

ـ هناك نوع سلبي من القتل, وهو الامتناع عن الاغاثة, فإذا تعرض شخص للموت, وكان بامكانك ان تنقذه ولم تنقذه, فأنت إذن مشترك في موته.. نقول هذا أيضا عن اخوتنا في الصومال, إذا لم تعمل الدول الغنية علي إنقاذهم مما هم فيه. ونقوله أيضا عن منع الغذاء لمن يحتاجون إليه لحياتهم أو منع الدواء والعلاج عن الذين هم في مسيس الحاجة إليه.

ـ هناك أيضا قتل بالمسئولية: فقد لا يقوم شخص بنفسه بقتل الآخرين, لكنه يطالب بدمهم ان كان مسئولا عن قتلهم أو عن الذين قتلوهم.

ـ يدخل في نطاق وصية لا تقتل: الانتحار, فالانتحار هو جريمة قتل للنفس, والإنسان لا يملك نفسه حتي يتصرف فيها كما يشاء, والانتحار يشمل خطية أخري هي اليأس وقطع الرجاء, وأيضا عدم الاحتمال, وأيضا عدم الإيمان بالمصير في الحياة الأخري.
والانتحار قد يلجأ إليه مجرم قاتل قبض عليه, ويخشي الطريقة التي سوف يقتلونه بها أو يخشي التعذيب قبل الموت.
 ويدخل في موضوع الانتحار ما يمكن ان نسميه بالانتحار التدريجي أو الجزئي فيما يستخدمه البعض من التدخين والمسكرات والمخدرات فكلها تؤدي إلي موتهم ولو بالتدريج.

ـ هناك أيضا قتل الروح, بدفعها إلي الشهوات الخاطئة التي تفصلها عن الله وتقودها إلي جهنم سواء من يتسبب في ذلك عن طريق نشر البدع أو الالحاد, أو من يعمل علي استهواء واغراء الجسد بخطية النجاسة القاتلة.
رابط المقال: أنواع من القتل
المصدر: جورنال أون لاين
6:59 م | 0 تعليقات

البابا شنودة يكتب: الفرح‏:‏ أصله وأنواعه

الأحد، 4 سبتمبر 2011 | 1:36 م

البابا شنودة
 البابا شنودة يكتب في الأهرام: الفرح‏:‏ أصله وأنواعه

يسرني أن أهنيء أخوتي المسلمين في أرجاء العالم كله بعيد الفطر المبارك‏,‏ كما أهنيء أيضا زملائي أعضاء أسرة تحرير جريدة الأهرام الغراء‏,‏ راجيا للكل من الله ملء الفرح والبهجة‏.‏وبهذه المناسبة.
 
أود أن أحدثكم في هذا المقال عن الفرح, وتاريخه مع البشر, وأنواعه ومجالاته..
> الفرح هو العطية التي منحها الله للبشرية منذ البدء. فقد خلق الله الإنسان الأول, ووضعه في جنة, أعني جنة عدن. بكل ما في الجنة من أزهار وثمار وأشجار, ومن طيور مغردة, ومن مناظر مبهجة. وأيضا ما فيها من هدوء وسلام. وهكذا عاش أبوانا الأولان( آدم وحواء) في حياة من الفرح والسعادة, قبل السقوط, لم تكن كلمة الضيقة أو كلمة الحزن معروفة إطلاقا في الجنة في ذلك الزمان.
 
> وكما منح الله الفرح للبشرية منذ خلقها, كذلك وعدها بالفرح العظيم في العالم الآخر, بعد الموت والقيامة, هذا المسمي بالنعيم الأبدي. وما يقول عنه الكتاب المقدس: مالم تره عين, ولم تسمع به أذن, ومالم يخطر علي قلب بشر, ما أعده الله للذين يحبونه. أي فرح أعظم من هذا الذي أعده الله للبشر في الأبدية؟! إنه فرح لا تستطيع اللغة أن تعبر عنه بألفاظها المحدودة...
 
> وكما أراد الله الفرح للبشر منذ البداية, وفي النهاية, كذلك جعل لهم في حياتهم الأرضية أعيادا يفرحون فيها ويبتهجون... ونحن نضيف إلي كل ذلك أعيادا من عندنا ومناسبات للفرح.
 
> لعل في مقدمتها أعيادنا الوطنية: من تذكار ثورات, وتذكار حروب انتصرنا فيها. وأيضا أعياد لأبطال وشهداء لا يمكننا أن ننساهم, ولذلك أقمنا لبعضهم تماثيل لتخليد أسمائهم. وفي خلال تلك الأعياد الوطنية, ننشد أناشيد مفرحة, وما أكثر هذه المناسبات الوطنية في بلادنا المحبوبة.
 
> بالإضافة إلي هذا لدينا أعياد أخري لعديد من الشخصيات الدينية: مثال ذلك أعياد للسيد البدوي, وللسيدين الحسن والحسين عند المسلمين, وأعياد أخري للسيدة العذراء, ومارجرجس عند الأقباط, وأعياد أخري لكبار من الأولياء والأبرار والقديسين, وكلها أيام فرح وبهجة فيها أناشيد دينية, وحفلات..
 
> والفرح في كل تلك المناسبات هو فرح طاهر له قدسيته. ولا يمكن أن تكون فيه أخطاء, كما كان ينسب إلي بعض الموالد قديما, وكما قال أمير الشعراء أحمد شوقي عن زجاجة الخمر:
رمضان ولي هاتها يا ساقي
مشتاقة تسعي إلي مشتاق
نقول هذا, لأنه لا يجوز أن الفضائل التي اقتناها الصائم أثناء الصوم, من بر, ومن ضبط للنفس, يفقدها حينما يفطر, حينما ينغمس البعض في حياة اللهو والعبث!!
 
> إن الأطفال يفرحون يوم العيد بالملابس الجديدة, أو بالمفرقعات الصغيرة من البمب والصواريخ, وأيضا بالعرائس وفوانيس رمضان, وما إلي ذلك... أما الكبار فلهم أفراح أخري... صدقوني إن أعمق ما يفرح به الكبير هو حياة التوبة, والتخلص من العادات الخاطئة... مثال ذلك شخص كان يدمن التدخين, ثم استطاع أخيرا أن يتخلص من سيطرة السيجارة عليه... أي فرح حقيقي يكون لمثل هذا الشخص!!
وبالمثل يكون الفرح بكل ما ينتصر عليه الإنسان من أي شهوة خاطئة. كما قال ذلك الأديب الحكيم: افرحوا لا لشهوة نلتموها, بل لشهوة أذللتموها...
 
> حقا إن الله رقيب علي أفراحنا؟, يري كل ما يحدث فيها, ويحكم عليها, بالبر أو بالإثم.. ولعل من أبشع أنواع الفرح, هو الفرح بالشماتة, وهلاك الغير. وفي ذلك قال سليمان الحكيم لا تفرح بسقطة عدوك, ولا يبتهج قلبك إذا عثر... لئلا يغضب الله منك. إذن لا يليق بك أن تفرح إذا وقع خصمك في ضيقة أو في مشكلة...
 
> بالإضافة إلي كل ما قلناه, نقول إن لكل شخص أفراحه الخاصة; كأن يفرح مثلا في عيد ميلاده, أو في عيد زواجه, أو في ميلاد أبنائه... كما يفرح أيضا بالتوظف وبالترقي إلي درجة أعلي... وكل هذا فرح طبيعي...
ومن الأمور التي تجلب الفرح أيضا النجاح والتفوق.
 
> علي أن من الفضائل المتعلقة بالفرح: المشاركة فيه, أي أن نشارك الناس في أفراحهم, ونفرح معهم في فرحهم. فالإنسان لا يعيش بمفرده في جزيرة نائية لا يتصل فيها بأحد. بل هو يعيش في مجتمع يرتبط فيه الكل بمشاعر واحدة فرحا مع الفرحين, وبكاء مع الباكين. فإن كنت يا أخي لا تستطيع أن تشارك الغير فعليا, بزيارة لهم في أفراحهم, فعلي الأقل بمكالمة تليفونية, أو برقية, أو بباقة ورد..
 
> بقي أن أقول لك إن أسمي درجة من الفرح, هي الفرح براحة الضمير. وقد تفرح أنت بما يسعدك, ولكن أعظم من هذا بلا شك, أن تفرح بإسعاد الآخرين, أن تفرح برسم ابتسامة علي وجه شخص, أو إدخال البهجة في قلب إنسان...
لذلك كما تفرح في يوم العيد, ليتك تجعل غيرك يفرح معك أيضا, وبخاصة ما يدخل الفرح إلي قلوب المحتاجين والفقراء والمعوزين واليتامي, والذين ليس لهم أحد يذكرهم.
فليكن كل هؤلاء في ذاكرتك وفي قلبك, وفي أهم الواجب عليك من عمل الخير في يوم العيد...
المصدر: جورنال أون لاين
1:36 م | 0 تعليقات
مواقيت الصلاه أسعار العملات ألعب سودوكو