‏إظهار الرسائل ذات التسميات صلاح عيسي. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات صلاح عيسي. إظهار كافة الرسائل

صلاح عيسي يكتب: الليلة.. والبارحة

الأربعاء، 28 سبتمبر 2011 | 4:06 م

صلاح عيسي
صلاح عيسي يكتب في اليوم السابع: الليلة.. والبارحة

فى عام 1972، كنت أعمل بجريدة «الجمهورية» القاهرية، واقترحت على رئيس تحريرها المرحوم «مصطفى بهجت بدوى» أن أكتب دراسة مسلسلة عن حياة الزعيم «مصطفى النحاس باشا»، فتحمس للفكرة من وجهة نظر صحفية ترى أن موضوعا من هذا النوع هو «ضربة صحفية» يمكن أن تسهم فى رفع توزيع «الجمهورية» التى كانت تحتل المرتبة الثالثة فى توزيع الصحف اليومية الثلاث التى لم يكن يصدر غيرها فى مصر آنذاك.

وكان قد مرّ عشرون عاماً على ثورة 23 يوليو 1952، فرضت أجهزة الإعلام خلالها تعتيماً شاملاً على اسم وصورة وتاريخ «مصطفى النحاس»، إلى درجة أن الرقابة على الصحف، كانت تشطب اسمه أينما ورد فى أى مقال أو خبر، حتى لو كان فى مجال التنديد به، وهو ما كان يعنى فى تقديرى أن أى رئيس تحرير ينشر أى سلسلة من الموضوعات الصحفية عنه، سوف يضيف إلى قراء «الجمهورية» آلافا من الجيل الذى عاصر الرجل، وناضل تحت قيادته للحركة الوطنية، فضلاً على الجيل الذى كان فى طفولته، عندما تقرر شطب اسمه وصورته من التاريخ.

وكانت وجهة نظرى - التى شاركنى فيها مصطفى بهجت بدوى - هى أن الأوان قد آن لتقييم موضوعى للرجل، الذى كان أحد أقطاب ثورة 1919، والذى قاد نضال الشعب المصرى، خلال 25 عاماً - بين 1927و1952 - دفاعاً عن الاستقلال والديمقرطية.

دفعت إلى «مصطفى بهجت» بالفصول الأولى من الدراسة لكنه اعترض على اقتراحى البدء بنشر حملة دعاية لها، قائلاً إنه لابد وأن يستشير فى الأمر وزير الإعلام «د.محمد عبدالقادر حاتم»، ولأن المسألة تتعلق بسياسة إعلامية ثابتة تواصلت لسنوات، لابد من جس نبض «أصحاب الشأن» قبل مفاجأتهم بالخروج عنها علنا، مهما كان تقديرنا بأنه لم يعد هناك مبرر لاستمرارها، إذ ارتبطت بمخاوف قادة ثورة 23 يوليو فى السنوات الأولى منها، من تأثير الجماهيرية الكاسحة لشخصية «مصطفى النحاس» على جماهيرية الثوار الجدد.

واقترح «مصطفى بهجت» أن نعرض على وزير الإعلام، بروفة طبع نهائية لثلاثة فصول من الدراسة، وكلفنى بالإشراف على إعداد هذه البروفات.

توجهت إلى أرشيف الصور لأكتشف حجم الثروة الهائلة والنادرة من الصور الفوتوغرافية التاريخية التى تمكلها «الجمهورية».. إذ كانت قد ورثت أرشيفات صور عدد من الصحف التى توقفت عن الصدور بعد ثورة 1952، إما لأن الزمن قد تجاوزها، أو لأنها دخلت فى صدام مع السلطة الجديدة فأغلقتها، كان من أبرزها صحيفة «المصرى» اليومية - أوسع الصحف الوفدية اليومية انتشاراً. ورغم أن «الجمهورية» - والصحف التى تصدر عنها - لم تكن تهتم كثيراً بصور «العهد البائد» - إلاّ أننى وجدت حماسا شديدا من «عم صالح»، وكان شيخا عجوزا جاوز الستين، ورثته «الجمهورية» عن أرشيف «المصرى»، واستطعنا بعد مجهود، أن نجمع معظم ما يضمه الأرشيف من صور «مصطفى النحاس»، أخذت منها صور الحلقات الثلاث ووضعت الباقى فى أربعة ملفات ضخمة وسلمتها لـ«عم صالح»، فأودعها أحد أدراج الأرشيف.

وخلال أيام قليلة، كانت تجربة الطبع على مكتب وزير الإعلام، وكانت بالمصادفة - تدور حول التهم الذى شاعت عنه، ومن أهمها ما قيل حول فساد الحكم فى عهد حكومات الوفد، التى شملت توزيع أراضى الدولة بأثمان بخسة على الأقارب والمحاسيب، وطرح المواد التموينية المدعمة للبيع فى السوق السوداء، والتجارة فى أذون الاستيراد، والتلاعب فى البورصة، وهى وقائع كانت حجر الزاوية فيها هى المرحومة «زينب الوكيل» حرم النحاس، التى أشيع أن نفوذها تعدى المال إلى السياسة، وأنها كانت تتدخل فى اختيار الوزراء.. حتى أنها استقبلت وزير المالية ذات يوم قائلة: أهلاً بوزير ماليتى.

وتوقعت أن تشجع هذه البداية، التى توحى بأن الهدف من الحلقات هو مواصلة حملة التشهير بتاريخ «النحاس» وزير الإعلام فيوافق على نشر الحلقات.. ولكنه - على العكس من ذلك - لم يوافق.. وحين سألت «مصطفى بهجت» عن السبب، قال وعلى وجهه ابتسامة ذات مغزى، إن الوزير قال له إن الحديث عن نفوذ السيدة زينب الوكيل قرينة مصطفى النحاس، سوف يستدعى فى أذهان القراء المقارنة بينه وبين الدور الذى كانت السيدة «جيهان السادات» - قرينة الرئيس «أنور السادات» - قد بدأت تلعبه على مسرح السياسة المصرية.. ساعتها تنبهت إلى أن الليلة تشبه البارحة وأن التاريخ المصرى يسير على قاعدة «داين تدان» وأن فساد الإدارة المصرية قانون كونى.

وبعد شهور دخلت أرشيف الصور، فلم أجد «عم صالح».. وقالوا لى إنه رحل منذ أسابيع، وفتحت الدرج الذى وضع فيه أمامى صور النحاس.. فوجدته خالياً!
رابط المقال: الليلة.. والبارحة
المصدر: جورنال أون لاين
4:06 م | 0 تعليقات

صلاح عيسي يكتب: هدف واحد لمليونية 9 سبتمبر

السبت، 3 سبتمبر 2011 | 8:51 م

صلاح عيسي
 صلاح عيسي يكتبفي المصري اليوم: هدف واحد لمليونية 9 سبتمبر

حتى الآن لم تستقر الصحف وغيرها من وسائل الإعلام على اسم مليونية الجمعة المقبل 9 سبتمبر، وهل تكون «مليونية تصحيح المسار» أم مليونية «الصمود والتصدى» أم مليونية «تراعينى قيراط أراعيك قيراطين»، بعد أن تعددت - وتناقضت - التصريحات التى تصدر عن قوى سياسية مختلفة حول الهدف من دعوتهم إليها أو شروطهم للمشاركة فيها، بين القائلين بأن المطلب الرئيسى لها هو إعادة تعديل قانونى مجلسى الشعب والشورى، بحيث تجرى الانتخابات البرلمانية - التى يفترض أنها أصبحت وشيكة - بنظام القائمة النسبية فى كل الدوائر، وليس بنظام المناصفة بين القائمة الحزبية والمقاعد الفردية، كما ذهب إلى ذلك التعديل الذى أدخل على القانونين منذ أسابيع، وصدر به بالفعل مرسوم بقانون من الجهة التى تحوز - طبقاً للإعلان الدستورى - السلطتين التشريعية والتنفيذية وتتولى سلطات رئيس الدولة، وهى المجلس العسكرى، وبين القائلين بأن المسار المطلوب تصحيحه هو وقف محاكمة المدنيين أمام محاكم عسكرية، وإلغاء الأحكام التى أصدرتها هذه المحاكم على هؤلاء، وإحالة المحكوم عليهم بمقتضاها إلى محاكم مدنية تعيد محاكمتهم، وإصدار قانون الغدر، ومطالب أخرى من المؤكد أنها سوف تتضاعف خلال هذا الأسبوع لتشمل المطالبة بإجراء انتخابات «كل» رؤساء الأقسام وعمداء الكليات ومديرى الجامعات، وليس 60٪ منهم فقط، كما نص على ذلك التعديل الذى أدخل على قانون الجامعات أخيراً، والمطالبة بإعادة البث التليفزيونى لمحاكمات قادة النظام السابق حتى يحصل كل مواطن على حقه المشروع من التشفى فيهم، وبتحرير الجزيرة الوسطى فى ميدان التحرير من أيدى المحتلين من رجال الشرطة العسكرية وقوات الأمن المركزى، وبالمرة إلغاء معاهدة كامب ديفيد، التى ألغيت بالفعل منذ ثلاثين عاماً، والقائم الآن هو المعاهدة المصرية - الإسرائيلية، وبالمرة المطالبة بتحرير فلسطين من البحر إلى النهر، لتتحول المليونية - كالعادة فى معظم مليونيات ما بعد 11 فبراير 2011 - إلى سمك لبن تمر هندى.

وكما هى العادة أيضاً، فقد بدأت الدعوة لمليونية 9 سبتمبر لسبب منطقى، ويتطلب بالفعل مليونية، وهو الاعتراض على النظام الانتخابى الذى يقوم على المناصفة بين القوائم النسبية الحزبية والمقاعد الفردية فى الانتخابات البرلمانية، لأسباب أصبحت من المعلوم من الديمقراطية بالضرورة، فلا داعى لتكرارها، وصدرت الدعوة عن «التحالف الديمقراطى من أجل مصر» - الذى يضم ما يتراوح بين 28 و34 حزباً وائتلافاً يتصدرها حزبا «إخوان الحرية والعدالة المسلمين»، و«الوفد الجديد» - بحكم أن الأحزاب والائتلافات المنضمة إلى التحالف - وغير المنضمة إليه - كانت قد طالبت بالأخذ بنظام انتخابى يقوم على القائمة النسبية - الحزبية والمؤتلفة والمستقلة - فى كل الدوائر، لكن القانون صدر ليضرب برأى الجميع عرض الحائط، فكان منطقياً أن يحتشدوا فى مليونية تلفت نظرهم إلى أن هناك رأيا عاما واسعا وضاغطا، يؤيد هذا المطلب، ليضعوا هذا فى اعتبارهم، خاصة أن فتح باب الترشح لم يبق أمامه سوى أسبوعين، وأن مجلس الوزراء قد وافق بالفعل على مشروع قانون تقسيم الدوائر الانتخابية على قاعدة المناصفة، وأحاله للمجلس العسكرى لاعتماده، وكما أن بعد العيد ما ينفتلش كحك.. فبعد صدور قانون تقسيم الدوائر، لا يتعدل نظام انتخابى.

وبين الدعوة إلى عقد مليونية 9 سبتمبر بسبب بالغ الأهمية، ووثيق الصلة بمهام المرحلة الانتقالية، وهو اختيار النظام الانتخابى الذى يضمن تمثيلاً حقيقياً، ومشاركة فعلية لكل الأطياف السياسية للجماعة الوطنية المصرية فى صياغة النظام السياسى للمستقبل، وبين الموعد المحدد لها، جرت فى النهر أحداث قد تكون مهمة - كاختراق إسرائيل الحدود، وصدور قرار بإحالة ناشطين سياسيين للمحاكمة العسكرية ثم حفظه، وصدور قانون الجامعات، وموافقة مجلس الوزراء على تعديل قانون الغدر - لتشوش على الهدف الأصلى والمهم للمليونية فيختلط الحابل بالنابل، والعاجل بالآجل، وما هو من أهم مهام المرحلة الانتقالية، وأوجب واجبات السلطة القائمة عليها كالنظام الانتخابى، وما هو من مهام حكومة الثورة التى سوف تسفر عنها الانتخابات كإلقاء إسرائيل فى البحر وتعديل قانون الجامعات وتطبيق قانون الغدر، الذى حتى لو صدر فلن يتيسر تطبيقه على هذه الانتخابات، لأن ذلك يتطلب محاكمات ومرافعات وأقوال شهود.. ومستندات تقدمها النيابة ويفندها دفاع الفلول والأزلام.

ما يدعو للدهشة، أن «التحالف الديمقراطى من أجل مصر» نسى أنه صاحب الدعوة لهذه المليونية، وأن حجر الزاوية فى هذا التحالف، وهو «حزب إخوان الحرية والعدالة المسلمين» قد أعلن أنه لم يقرر بعد الاشتراك فيها، وأن كثيرين ممن تحمسوا للدعوة فى البداية، بدأوا يستعدون لخوض الانتخابات على أساس قاعدة المناصفة، واعتبروا أن الأمر تحصيل حاصل، وأن آخرين منهم يساهمون فى التشويش على هدفها الرئيسى بإضافة مطالب فرعية ليست عاجلة ولا هى من مهمة السلطة الانتقالية.

ويا أسيادنا الذين فى التحرير: المليونية ليست تجميعاً لمن حضر، والميدان ليس ساحة يحتشد فيها أفراد لكى يطالب كل منهم بمطلب شخصى، أو جماعات سياسية، لكى تعبر عما تختلف فيه مع غيرها، ولكنه ساحة للتعبير عن المشتركات الوطنية، ولقياس حجم الذين يـؤيدونها، ولذلك ينبغى أن يكون لكل مليونية مطلب واحد وواضح ومعلن يجرى الحشد على أساسه.. مطلب يتصل بالحاضر أو بالمستقبل القريب لا بمهام المرحلة الانتقالية واختصاصات السلطة القائمة عليها، وليس بالماضى أو بمهام الألفية الثالثة.. وهو ما يعنى أن تكون مليونية 9 سبتمبر مليونية لتعديل النظام الانتخابى وليس لأى هدف آخر.. حتى لا تتحول إلى مليونية «اللى ما يشترى يتفرج»!
رابط المقال: هدف واحد لمليونية 9 سبتمبر
المصدر: جورنال أون لاين
8:51 م | 0 تعليقات

صلاح عيسي يكتب: مسلسلات «المناقب» التليفزيونية

الأربعاء، 31 أغسطس 2011 | 10:16 م

صلاح عيسي
صلاح عيسي يكتب في اليوم السابع : مسلسلات «المناقب» التليفزيونية

لا يزال الجميع يصرون على إطلاق مصطلح «مسلسلات السير الذاتية» على المسلسلات التليفزيونية التى تتخذ من حياة شخصية تاريخية موضوعاً لها، مع أن «السيرة الذاتية» فى مصطلحات علم التاريخ هى السيرة التى يكتبها صاحبها عن نفسه، ويؤرخ بها لحياته من وجهة نظره، ومن أشهر نماذجها كتاب «الأيام» الذى روى فيه «طه حسين» ذكرياته، وتحول فيما بعد لمسلسل تليفزيونى، وهو يكاد يكون المسلسل الوحيد الذى يمكن إدراجه فى خانة مسلسلات «السير الذاتية» أما بقية المسلسلات فهى مسلسلات «سير» فقط، لأن الذى يرويها- من وجهة نظره- هو كاتب السيناريو وليس صاحب السيرة.
ولأن كله عند العرب صابون، فمن الإنصاف للذين يقعون فى هذا الخطأ الشائع، أن نقول إنهم لم يبتعدوا كثيراً عن الحقيقة، لأن صناع هذا النوع من المسلسلات يخلطون بين «السير» و«السير الذاتية» ويفتقدون للحيدة والموضوعية التى ينبغى أن يتصف بها المؤرخ، ويترجمون لهذه الشخصيات، من وجهة نظر أصحابها.
وراء هذا الخلط فى كتابة التراجم التليفزيونية، ضغوط أقارب الشخصيات التاريخية الذين يطاردون صناع هذه المسلسلات، بالمكائد القضائية، بدعوى أنها تشوه سيرتهم، كما حدث فى مسلسلات «الشيخ الشعراوى» و«أسمهان» و«ليلى مراد»، وفضلاً عن أن بعضهم يعتقدون أنهم أصحاب حق فى الحصول على عائد مالى من استثمار سير أسلافهم فى صورة مصنفات فنية، مما يدفعهم لإثارة المتاعب فى وجه صناعها، فهناك شخصيات يعتبرها آخرون مقدسة، لأسباب سياسية أو دينية أو مذهبية، فيشكلون بذلك ضغطاً على صناعها يجبرهم على الانحياز إليها.. لا إلى الحقيقة التاريخية!
> وهكذا أصبح المصطلح الأكثر انطباقاً على المسلسلات العربية التى تترجم لحياة الشخصيات التاريخية، هو أنها «مسلسلات المناقب» نسبة إلى مدرسة من مدارس التاريخ الإسلامى، اهتم أصحابها بسرد مناقب- أى مفاخر- الأولياء لأن هذه الشخصيات بحكم شهرتها وإعجاب الناس بها، تمثل قدوة للآخرين ومثالاً يحتذون به، لا يجوز لمن يؤرخ لها، خاصة عبر وسيلة إعلام جماهيرية مثل التليفزيون، أن ينسب إليها نقائص أو مثالب أو أخطاء تخدش صورتها المستقرة فى أذهان الناس، حتى لو كانت تلك هى الحقيقة التاريخية.
أصبح علينا أن نصدق أن كل الشخصيات التى تترجم لها الدراما التليفزيونية هى كائنات ملائكية، لم ترتكب فى حياتها خطأ أو خطيئة، مما يرتكبه كل البشر، بما فى ذلك نحن الذين نشاهدها، وأنها تتصف بصفات غير التى نتصف بها، فهى لا تكذب ولا تغار، ولا تحقد ولا تشعر بالمنافسة، ولا تتآمر على أحد، ولا تمارس أى نسبة من الشر.
> ومع أن معظم هذه المسلسلات يعرض لأول مرة عادة فى شهر رمضان، فإن صناعها ينسون أن الكذب من مبطلات الصيام، فيسوقون إلينا مجموعة من أنصاف الحقائق التى هى نوع من الكذب، ويطلبون منا أن نصدق مثلاً أن «الشحرورة» كانت ضحية لكل من يحيط بها، وأنها لم ترتكب فى حياتها خطأ قادها إلى ما اعترض مسيرتها من عقبات، وأن كل من يلقاها كان يقع فى غرامها من النظرة الأولى، وأن نصدق أن «الريان» كان رائداً من رواد الاقتصاد المصرى، وأنه كون ثورته عبر عمل شاق ودؤوب لا تشوبه شائبة، ولا يعتريه خطأ، وأن نتجاهل حقيقة أن «أم كلثوم» على الرغم مما بلغته من مكانة، كانت تشعر بالمنافسة التى تصل إلى حد الغيرة تجاه «أسمهان»، وأن «صباح» كانت تشعر بشىء من ذلك تجاه «نور الهدى»، وأن «عبدالحليم حافظ» كان يشعر به أيضاً تجاه كل الأصوات التى واكبت صعوده أو جاءت بعده.
> ما يفوت على هؤلاء أن مسلسلات المناقب، أعجز من أن تحقق الهدف الذى يتذرعون به، لإخفاء نصف الحقيقة، وهو أن تتحول هذه الشخصيات إلى قدوة يتبعها الشباب، لأنها تقدمهم فى صورة مثالية لبشر لا ينتمون إلى جنس البشر، وكأن الله قد خلقهم من طينة غير التى خلق منها بقية عباده، وبالتالى يشعر كل منا نحن البشر المساكين الذين نرتكب فى حياتنا اليومية أخطاء كبيرة وصغيرة، بأنه غير مؤهل لكى يكون مثل هذه الكائنات النورانية الملائكية، وأعجز من أن يسير على دربهم أو أن يتخذ منهم قدوة، فيكتفى بمشاهدة مسلسلات المناقب لمجرد أن يتحسر على نفسه!
وهكذا يكون الفن الهادف -أو الهاتف- وإلا فلا.
المصدر: جورنال أون لاين
10:16 م | 0 تعليقات
مواقيت الصلاه أسعار العملات ألعب سودوكو