‏إظهار الرسائل ذات التسميات فاطمة ناعوت. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات فاطمة ناعوت. إظهار كافة الرسائل

فاطمة ناعوت تكتب: محافظ أسوان الهُمام

الثلاثاء، 4 أكتوبر 2011 | 5:08 م

فاطمة ناعوت تكتب في اليوم السابع: محافظ أسوان الهُمام

فاطمة ناعوت
«أربعة أمتار» زيادة فى ارتفاع منشأة بمحافظة أسوان، جعلت المحافظَ السيد اللواء «مصطفى السيد» ينتفضُ جزعًا وخوفًا على واجهة مصر الحضارية، ويشجبُ ويندّد بالخُطاة المارقين الذين لا يحترمون قوانين المبانى الصارمة لدينا فى مصر، حتى إننا لم نر يومًا بنايةً ناتئة أو ناشزةً أو مخالفة أو دون ترخيص، ولم نسمع أبدًا عن شىء اسمه: «العشوائيات»، التى تُفرّخ كل يوم أطفالَ شوارعَ، يُنجبون من بعضهم البعض أطفالَ شوارعَ جددًا، سرعان ما يغدون مع الأيام مجرمين وخارجين على القانون، أو فى أفضل الأحوال متسكعين ومتسولين. محافظٌ ممتاز دون شك تعلّم الصرامة فى تطبيق القانون من نشأته العسكرية التى أهّلته بحق أن يُعيد لأسوان انتظامها وأناقتها. تلك الصرامة فى تطبيق القانون جعلته يبارك «شبابنا» الطيب الذين تبرعوا بإزالة تلك المخالفة البشعة، «أربعة أمتار بحالها»، من منشأة بمدينة إدفو، محافظة أسوان، بأياديهم الطاهرة باستخدام المعاول والمطارق، ثم إضرام النيران فى البناية حين أعجزتهم أسياخُ الحديد فى الخرسانة المسلحة.
سنغضُّ الطرفَ عن أن المنشأة «بالمصادفة» كانت كنيسة اسمها مارجرجس بالماريناب، مثلما سنغضُّ الطرف عن توقيت الهدم والحرق، الذى كان «بالمصادفة» بعد صلاة الجمعة، التى اجتمع فيها «شبابنا» الواعد، لينصتوا للإمام وهو يعلّمهم فى خطبة الجمعة أن المسيحيين كفرة، وأن دور عبادتهم حرامٌ، وأن أهالى القرية المسلمين رهيفون جدًّا، تجرحُ عيونَهم رؤيةُ الكنائس، «ولم يفكر أن يتساءل إن كان صوت بعض المؤذنين النشاز يجرح مسامع المسلمين والمسيحيين على السواء»، وأن المسيحيين خارجون على القانون لأنهم وضعوا «قبّة» فوق كنيستهم زادت من ارتفاعها «أربعة أمتار»، ومن ثم وجب «الجهادُ» فى سبيل الله لإزالة الأمتار الأربعة، التى تُمثّل عائقًا بيننا وبين السماء فتحجب عنّا نورَ الله ورضاه. كذلك سنغضُّ الطرفَ عن أن «شبابنا» «3000 مسلم» حرق «بالمرة» عدة بيوت، «بالمصادفة» كانت تخصُّ مسيحيين، بعدما أضرموا النار فى الكنيسة، ثم منعوا سيارات الإطفاء من دخول القرية، وهددوا الأقباط بأنهم سيحرقونهم جميعًا فى الليل، فهرب الأقباطُ إلى المجهول عبر النيل فى المعدّيات. سنغضُّ الطرف عن تهاون المحافظ مع إمام مسجد يحرّض الشباب على الفتنة الطائفية بدل أن يعلّمهم المحبة والإخاء كما يأمر الإسلام. ونغضُّ الطرف كذلك عن وجود محافظ «بعد ثورة يناير» يرحب بأن ينفذ المواطنون القوانينَ بأيديهم افتئاتًا على الجهات المنوط بها فعل ذلك، كأنما لم نسمع من قبل عن المحليات، وعن وجوب فصل المؤسسات الثلاث: التشريعية والقضائية والتنفيذية!! وسنغضُّ الطرفَ أيضًا عن تطاوله الفجّ على مذيعة قناة «مودرن»، حينما ناقشته بأدب، و«أحرجته» إذْ بيّنت له أنه لا يصحُّ أن يوافق مسؤولٌ على «تنفيذ» القانون بأيدى المواطنين، بل بمعرفة ممثلين من المحافظة، وبدلاً من مناقشتها والرد عليها بهدوء قال لها: «انتى عاوزة تتكلمى وخلاص!» الأقباط غلطوا والمسلمين أصلحوا الغلط!!! سنغضُّ الطرف عن كل ما سبق من «مصادفات وعجائب»، ونعتبر الأمرَ بالفعل نزاهةً من محافظ «نزيه» هُمام يسعى لتطبيق القانون وإماطة الأذى عن الطريق وإزالة كل المخالفات والتعدّيات. وهنا، يحقُّ لى، مثلما يحق لكل مواطن مصرى، أن أطالب السيد المحافظ المحترم بأن يقدم لنا قائمةً مفصّلة «بجميع» المخالفات التى تمّت فى محافظة أسوان خلال هذا العام 2011، وتقريرًا مفصّلا عما اتخذته المحافظةُ من قرارات بشأن التعامل مع تلك المخالفات. أما إن ثبت أن تلك الكنيسة بأمتارها الأربعة الزائدة قد أخذت رقم «1» فى قائمة مخالفات هذا العام، رغم وجود عشرات المخالفات الأخرى التى غضَّ المحافظُ عنها الطرف، لسبب فى نفسه، فمن حقّنا أن نُطالب بإقالته ومحاكمته بتهمة «التمييز العنصرى»، والكيل بمكيالين، وعدم العدالة بين أبناء المحافظة، وتأجيج الفتنة الطائفية، هذا إن كانت تلك التهم مدرجةً فى قوانيننا المصرية الراهنة. منذ شهور قام مجموعة من الغلاظ بهدم كنيسة «صول»، على مدى 22 ساعة، على مرأى العالم ومسمعه، دون أن تتحرك الدولةُ لوقف هذا الانتهاك الصارخ لهيبة القانون وجلال الدولة. وهو ما أعتبرُه وصمة عار فى تاريخ مصر لا أدرى إن كانت كتبُ التاريخ فى المدارس ستذكرها لكى يتعلم أطفالنا أن مصرَ، التى لم تُهدُّ فيها كنيسةٌ طوال 14 قرنًا، قد سمحت، بعد الثورة، بهذه المهزلة. وحتى تاريخ كتابة هذا المقال لم يتم القبض على الجناة، لأن المجنى عليهم، الأقباط، سرعان ما تم استرضاؤهم بإعادة بناء الكنيسة، التى فرحوا بها وصمتوا، كأنما «متلازمة ستوكهولم»، التى تستطيب القمع، قد أصابتهم! وتوقعتُ يومها أن عدم القبض على هادمى كنيسة صول سيفتح الباب مشرعًا أمام البلطجية ليفعلوا ما طاب لهم من جرائم دون خوف. وأعود لأسأل: ما جدوى إعادة «قانون الطوارئ» الذى أبهجنا رجوعه ظنًّا منّا أنه سينقّى مصر من البلطجة والإرهاب؟!
رابط المقال:  محافظ أسوان الهُمام
المصدر: جورنال أون لاين
5:08 م | 0 تعليقات

فاطمة ناعوت تكتب: «اضطهاد المتنصِّرين»! القرصنة الحديثة

الاثنين، 26 سبتمبر 2011 | 2:10 م

فاطمة ناعوت
فاطمة ناعوت تكتب في المصري اليوم: «اضطهاد المتنصِّرين»! القرصنة الحديثة 

خبرٌ كاذب ينتشر هذه الأيام مثل البرق على صفحات الإنترنت حول كتاب جديد عنوانه: «اضطهاد المتنصرين»، بقلم فاطمة ناعوت، صادر عن دار «الانتشار العربى»، التى لم أنشر فيها أبدًا! ومثلما الخبرُ مشحونٌ بركاكةِ الصوغ وسذاجةِ المعنى، لا يخلو غلافُ الكتاب كذلك من هزل الوقوع فى خطأ نحوى ساذج لا يقع فيه طفل. همزة وصل مكتوبة، وتنوينٌ بالضمّ على كلمة «مُعرّفة»، «مجرورة»!! والمُعرَّف لا يُنوّن، ولا المجرور يُرفع بالضمّ! فجاء عنوان الكتاب «(إ)ضطهاد المتنصريـ(نٌ)، لتكتمل ملهاةُ السخف. فقلتُ فعلاً: «العلمُ نورن»، وابتسمتُ إذْ تذكّرتُ الفنان الجميل عبدالمنعم مدبولى يقول: «غزالٌ، يهبلن»، مغازلاً الصبية الجميلة.

ولاكتمال الدراما، وُضعت بالخبر كلماتٌ تفخيمية قبل اسم سيادتى من قبيل: الكاتبة الكبيرة، الجريئة، الشجاعة، الرائعة، ولم ينس المفبرك أن يُذيّل الخبرَ برابط لتحميل الكتاب إلكترونيا، أظنه محمّلاً بفيروس. والحقُّ أن تنوين ما لا يُنوَّن ليس الخطأ الوحيد. فثمة خطأ فكرى كذلك. فأنا لا أفهم كلمة «مُتنصِّر»، وإن تكن شائعة. فمسيحيو مصرَ ليسوا «نصارى»! أولاً، لأنهم لا ينتمون إلى الناصرة، التى سُمّى باسمها النصارى أيام الرسول- صلى الله عليه وسلم- بل ينتمون إلى مصر، فهم أقباطٌ مسيحيون، مثلما نحن أقباطٌ مسلمون. وثانيًا، لأن النصرانية تختلف جوهريا عن العقيدة المسيحية.

 أرفضُ مصطلح: «متنصّرين» مثلما أرفضُ تعبير: «أهل ذمة، أو ذميّون» الذى أُطلق مع بدايات الإسلام. فمسيحيو مصر الراهنون ليسوا رعايا أو ضيوفًا أو لاجئين أو فاقدى أهلية، ليكونوا فى ذمّة أحد! إنما هم أصحابُ بلد أصلاء، قبل دخول العربِ مصرَ، وقبل دخول الإسلام. فهم بهذا أجدادُنا، نحن مسلمى مصر الراهنين. فهل يغدو الأجدادُ فى ذمّة الأحفاد؟! الأولى أن نسمّى مَن يختار تغيير دينه مُتحوِّلاً إلى المسيحية، أو متحوّلاً إلى الإسلام. وكلا الفريقين لا يدخلان فى دائرة اهتمامى حتى أؤلّف حولهما كتابًا. إنما همّى الأكبر حقوقُ المواطنة لكل المصريين، وعدم ربط المواطَنة بالعقيدة. فالعقيدةُ شأنٌ خاصٌّ بين الإنسان وربّه، فيما المواطَنةُ شأنٌ عامٌّ بين مصر والمصريين والدولة والقانون والدستور والحق والواجب.

والحقُّ أنها المرّة الأولى التى تصادفنى فيها تلك النوعيةُ من «القرصنة المعكوسة». فقد اعتاد الكُتّابُ أن يقلقوا على سرقة مقالاتهم وقصائدهم وكتبهم، ونسبها إلى غيرهم. وبالفعل وقعتُ فى هذه القرصنة عدة مرّات، سأحكى أطرفَها ربما فى مقال قادم. أما أن يَنسِب أحدُهم كتابه إلى غيره من الكُتّاب، فأمرٌ عجيب غير مفهوم! اللهم إلا إن كان لونًا من التوريط الرخيص فى كتاب تافه يحمل مضمونًا مريبًا، لذلك أنا على ثقة بأنه لا كتابَ ثمة يحمل ذاك العنوان، إنْ هو إلا صورةُ غلاف فُبركت على برنامج فوتوشوب، ليس إلا!

أما الغرض من نسب كتاب- لا أعرف عنه شيئًا- لى، فأظنه محاولة منهم لتشويه اسمى بين القراء، ضمن الحملة غير الشريفة المشتعلة الآن ضدى وضد سواى من الكتّاب الليبراليين الذين يحاولون إنقاذ مصر من الظلام الذى يدفعها نحوه أعداءُ الحياة- أعداءُ السلام والجمال والوطن. فليس أسوأ من اقتران اسمى بكتاب يؤجج الفتنة الطائفية ويصدّع نسيجَ المصريين الواحد. وهذا بالضبط عكس ما أسعى إليه. فليس من حُلم لى إلا عودة مصرَ إلى سابق عهدها الليبرالىّ المستنير الجميل فى بدايات القرن الماضى، قبل وأده مع استفحال المدّ الرجعىّ فى السبعينيات الماضية. لك الله يا مصر.
fatma_naoot@hotmail.com
المصدر: جورنال أون لاين
2:10 م | 0 تعليقات

فاطمة ناعوت تكتب: تصحيح مسار الثورة

الثلاثاء، 20 سبتمبر 2011 | 4:26 م

فاطمة ناعوت
فاطمة ناعوت تكتب في اليوم السابع: تصحيح مسار الثورة

كانت فرحتى غامرة حين أوقفتْ لجنةُ مرور سيارةَ التليفزيون التى تقلّنى إلى بيتى، لأن زجاج السيارة «فيميه».. ورغم محاولات السائق إقناع الضابط بأن عمله يحتم عليه توصيل مشاهير من وإلى التليفزيون، والزجاج الغامق يحمى خصوصيتهم، فإن الضابط، بكل رقى وتهذّب، لم يعطه الرخص إلا بعدما أقرّ السائقُ بسرعة تصحيح الخطأ. اندهشتُ من نفسى لفرحتى بعودة «قانون الطوارئ»، الذى ظللتُ لسنوات أناهضه فى مقالاتى وحواراتى! هذه لحظتُه المناسبة بعد الانفلات الأمنى الرهيب الذى يقضّ مضجعَ مصر على أبنائها الذين يطاردهم نصفُ مليون بلطجى، يتجولون بين أروقتها، يهددون الآمنين، ويبدّدون الممتلكات. لم يكن من مبرر له طوال العقود الماضية، لذلك ناهضناه. لكننا الآن فى أمسّ الحاجة إليه، لا سيما مع بنوده الجديدة المحترمة التى لا تتقاطع مع التعبير عن الرأى على النحو الراقى المهذب. والتهذّب فى القول أول مبادئ حرية الرأى، فبوسعك مساجلة الشيطان ذاته، دون تجاوز فى القول، أو انفلات فى اللسان.. بل إن التهذّب فى النقد، والنقض، يُقوّى موقفَ الناقد، ويكرّس فكرة أن لديه ما يقوله.. عكس السباب الذى لا يأتى إلا من فقير الحُجّة، ضعيف المنطق، الذى يلجأ إلى سدّ ثغرات منطقه بالتجاوز والتطاول وعلوّ النبرة.

هو عين ما يفعله أصدقاؤنا من التيارات الدينية فى اللجوء إلى السباب الحاد لكل مَن يخالفهم الرأى، أو العقيدة، والتلويح الدائم بكارت التكفير، كأنما أخذوا توكيلاً من الله، حاشاه، أن يمنحوا النعيمَ مَن شاؤوا، ويمنعوه عمن شاؤوا! ينسون دائمًا أنهم عبادٌ لا أوصياء ولا آلهة! ولا شك أن لله تعالى حساباتٍ أخرى لا تصل إليها عقولنا المحدودة العاجزة. يُغلظون القولَ لأبناء العقائد الأخرى، ولمَن يخالفهم الرأى من أبناء عقيدتهم. وينسون قوله تعالى: «فبشِّرْ، إنما أنت مُبشِّر، لستَ عليهم بمسيطر».. فإن كان الرسولُ قد أقرّ على نفسه بالتبشير الهادئ الحسن، وعدم السيطرة على الناس، فكيف يمنحون لأنفسهم ما حرّمه اللهُ على رسوله؟!

صدّعوا رؤوسَنا، ومازالوا يروّعوننا، باستفتاء مارس الذى حُسم لصالح الإبقاء على دستور مهترئ وجائر. بعد التضليل الذى مارسوه على الناس: «أخضر= جنة، أسود= نار | أخضر= مسلم، أسود= والعياذُ بالله كافر!».. ودائمًا ينسون الإعلانَ الدستورى الذى أبطل ذلك الاستفتاء مع نهاية الشهر نفسه! ناهضوا، وكفّروا، تظاهرة «تعديل المسار» 9 سبتمبر، بزعم أن الثورةَ حققت معظم المطالب!! ينسون فقط أن يضعوا ضمير المتكلمين: «نا»، فتغدو الكلمة: «مطالبـ(نا)- نحن فصيل التيار الدينى». الانتخاباتُ قبل الدستور! والانتخابات بسرعة بسرعة «قبل ما تلحق بقية الأحزاب تقف على قدميها»! لكن الثوارَ ما خرجوا فى يناير وسبتمبر إلا لتحقيق مطالب شعب كامل، لا مطالب فئة تحمل، زورًا، كارت الدين، وترى أن مَن يخالفها فقد خالف الله! الثوارُ يريدون إعلاء قيمة الإنسان المصرى بقيم حاكمة للدستور، أقرّتها الإنسانيةُ منذ شريعة حامورابى، تنادى بالعدل والمساواة. الثوارُ لم ينسوا دمَ الشهداء الذين لم ينل أهلُهم حتى الآن حقوقَهم، ولم ينسوا أن البلطجةَ ترعى بين جنبات مصر. ولم ينسوا أن المجلس العسكرى يحاكِم عسكريًّا مَن يجب أن يُحاكَم مدنيًّا، والعكس. ولم ينسوا إخوانهم سجناءَ الرأى خلف قضبان العسف. ولم ينسوا أن الثورة قامت من أجل كرامة المواطن المصرى الذى تُهانُ كرامته حتى الآن.. ولم ينسوا أن ترويع الأقباط مازال يتكرر كلّ يوم، ثم ينتهى بجلسة عُرفية وقحة، تشبه قُبلة يهوذا التى سلّمت المسيحَ للظالمين. لم ينسوا أن بقايا النظام الفاسد، مازالت ترعى على مقاعدها. لم ينسوا أن الثورة تُجهض، فخرجوا وصنعوا لنا تلك التظاهرة الراقية.. تلك التى لم ينتقص من جمالها إلا أحداثُ نهاية اليوم فى مديرية أمن الجيزة والسفارة الإسرائيلية، فى مشهد غير حضارى لا يليق بمصر. ولكن، يبقى سؤال: مَن المسؤول الذى وافق على بناء سور، يعلم كلُّ طفل فى مصر أنه سيفجّر الغضبَ العارم بين صفوف الشعب؟ نعم، هدم السور خطأ، ولكن ألم يكن بناؤه خطأ أكبر؟!
رابط المقال: تصحيح مسار الثورة
المصدر: جورنال أون لاين
4:26 م | 0 تعليقات

فاطمة ناعوت تكتب: السلفيون.. المعماريون الجدد

الاثنين، 12 سبتمبر 2011 | 4:52 م

فاطمة ناعوت تكتب في المصري اليوم: السلفيون.. المعماريون الجدد 

عرفنا السلفيين، بوصفهم علماءَ فلك نُبهاءَ، أقرّوا بعدم دوران الأرض وانعدام تكوّرها، فأدركنا، أخيرًا بعد قرون، كم خدعَنا جاليليو وأمثالُه حين أقنعونا بدوران الأرض وبقية الكواكب حول الشمس فى مجرّة، هى بدورها تدورُ وتدور، فى كون لا يستقرُّ ولا يهدأ.
 فهمنا الخدعة حين علّمنا الشيخُ عبد العزيز بن باز، رحمه الله رحمةً واسعة، الحقيقةَ العلمية الفلكية النهائية قائلاً: «القولُ بدوران الأرض قولٌ باطلٌ، والاعتقادُ بصحّته مُخرجٌ من المِلّة، لمنافاته ما ورد فى القرآن الكريم من أن الأرض ثابتةٌ، وقد ثبّتها اللهُ بالجبال. قال سبحانه: «والجبالُ أوتادًا». وقوله جلَّ وعلا: «وإلى الأرض كيف سُطحت»، وهى واضحةُ المعنى. فالأرضُ ليست كروية ولا تدور كما تبيّن، وقد يكون دورانُها من غضبه سبحانه، كما فى قوله: «أأمنتم مَن فى السماء أن يخسِف بكم الأرض فإذا هى تمور» وعرفناهم جيولوجيين، نبهاءَ أيضًا، حين نقض د.زغلول النجار مزاعمَ علماء الجيولوجيا الذين أثبتوا بالتحليل النووى أن الأرض عمرها ملايين السنين، فأفهمَنا د.النجار أن عمرها لا يتجاوز بضعة آلاف سنة.

وعرفناهم أطباءَ أفذاذًا يعالجون ببول البعير. وعرفناهم علماء اجتماع وحقوق إنسان حين أقرّوا بحرمانية دخول كليات الحقوق والفنون الجميلة. وعرفناهم أساتذةً فى علم الجمال والفنون والحضارات حين أفتوا بهدم الأهرامات والتماثيل الفرعونية، أو فى الأقل تشويه ملامحها لأنها حضارةٌ «عفنة!»

واليومَ، والحمدُ لله، قد أتموّا نورَهم علينا وخرجوا يثبتون أنهم أيضًا معماريون تتضاءلُ أمام قاماتهم قاماتٌ معمارية سامقة مثل السويسرىّ «لوكوربوازييه»، والمصريّ «نبيل شحاته»، والعراقية «زها حديد»، وحتى «عشا حبسد» المهندس الفرعونىّ الذى صمم معبد «أبوسمبل»، معجزة العمارة الأبدية. أثبت السلفيون اليومَ أنهم علماءُ فى المعمار، ليقبضوا على العلم والفن من طرفيه، باعتبار العمارةَ أمَّ الفنون، كما قال الإغريق.

فى مدينة إدفو بمحافظة أسوان، راح بعضُ السلفيين يهددون باستخدام القوة لإزالة قباب كنيسة «مارجرجس» بقرية المريناب. بدايةً، كانوا قد «أمروا» بإزالة الصلبان والأجراس من الكنيسة. ولسبب «غامض»، صدع أولو الأمر «للأمر» وأزالوا الصلبان! حقنًا للدماء ربما! وربما إداركًا «لحقيقة» تقول إن الدولة لن تنصرهم، للأسف أقول هذا! مثلما لم تنصرهم، حتى الآن، بالقبض على هادمى كنيسة صول، ومفجّرى كنيسة القديسين، وإعدام قتلة المُصلّين فى عيدهم بنجع حمادى، وتوقيف قاطعى أُذُن أيمن ديمترى، وسواها من الجرائم البشعة التى تتوزع على خط الزمن: بعضُها قبل ثورة يناير، والبعضُ الآخر بعد الثورة المجيدة، تلك التى حلمنا جميعًا أن تردَّ للمصريين حقوقهم وكرامتهم، ومنها حقوقُ الأقباط التى ظلت حكوماتٌ إثر حكومات، وحكّامٌ فى إثر حكّام، يتفننون فى إهدارها عِقدًا بعد عقد، حتى بات الأقباطُ، فى الأخير، يُسلِّمون بعدم أحقيتهم فى شىء، فأنزلوا، عن طيب خاطر، الصليبَ من على هامة الكنيسة، لتغدو عجيبةً بين كنائس العالم: كنيسةٌ دون صليب ولا جرس!

لكن السلفيين، كما عهدناهم دائمًا، مبدئيون. لا يرضون بأنصاف الحلول، فبعد إنزال الصليب والجرس، أصروا على تحطيم القباب أيضًا! من أجل أن يحارَ عابرُ السبيل فى تحديد طبيعة هذه البناية: أهى مدرسةٌ؟ أم مصنعٌ؟ أم مبنى إدارىّ؟! على أنه لن يخطر بباله أبدًا أن تلك البناية دارُ عبادة، بعدما «قصقصوا» منها كل إشارة تدل على ذلك.

أُقرُّ الآن وأعترفُ، أن أساتذتى فى كلية الهندسة قسم العمارة بجامعة عين شمس قد ضلّلونا حين علّمونا أن تصميم الكنيسة يأتى على أنماط ثلاثة: الدائرة، التى تعبر عن وحدة الكنيسة والسيدةُ العذراء تتوسط المركز، أو على هيئة صليب؛ أى رواقين متقاطعين، أو على شكل سفينة نوح، على أن يكون لها أبراجٌ وأجراس. عرفتُ الآن أنهم علمونا «غلط»، وأن الكنيسةَ دون قباب وأبراج وأجراس وصلبان، ذلك أفضل جدًّا!
fatma_naoot@hotmail.com
المصدر: جورنال أون لاين
4:52 م | 0 تعليقات

فاطمة ناعوت تكتب: المسلمُ الحقُّ والمسيحىُّ الحقّ

الثلاثاء، 6 سبتمبر 2011 | 4:53 م

فاطمة ناعوت
فاطمة ناعوت تكتب في اليوم السابع: المسلمُ الحقُّ والمسيحىُّ الحقّ

المسيحىُّ الحقُّ المؤمن، لا يسبُّ رمزَ الإسلام المتجسد فى رسوله محمد عليه الصلاةُ والسلام، مثلما المسلمُ الحقُّ المؤمن، لا يسبُّ رمز المسيحية، المتجسّد فى السيد المسيح عليه السلام..  

هذا ما أعرفه وأؤمن به تمام الإيمان، من أجل هذا كان حزنى الدائم من بعض أئمة الزوايا الذين يُشعلون الفتنة ويُغضبون اللهَ تعالى فى خُطب الجمعة، بقول كلام مسىء عن أبناء مصر الأقباط، وحثّ المُصلّين المسلمين على عدم اتخاذ المسيحى صديقًا، بل عدم تهنئته فى أعياده، واقتصار التعامل معه على الضرورة والمصلحة!! وهو ما لم يفعله الرسولُ نفسُه الذى رفض جرح مشاعر النصارى، حينما دخل الكعبةَ لتطهيرها من الأصنام فى فتح مكة، ووجد صورتين، واحدةً للسيد المسيح، والأخرى للسيدة العذراء، وحين حاول المسلمون إسقاط الصورتين، وضع الرسولُ يدًا على كلّ صورة قائلا: «إلا هذه وإلا تلك»، وبقيت الصورتان فى الكعبة حتى جاء عهد عمر بن الخطاب الذى نحّى الصورتين، من أجل هذا رفضتُ برنامجًا تليفزيونيًّا مع أحد المتنصرين، لأنه يسىء للإسلام. كان هذا منذ عامين. اعتذرتُ له فى هدوء ونسيتُ الأمر تمامًا، شأنه شأن أى برنامج تليفزيونى أعتذر عنه لسبب أو لآخر، لكنه يدور الآن فى أروقة الإنترنت يزعم أننى رفضتُ الظهور معه لأنه تنصّر! «كيف وأنا أدعو إلى اعتناق العقيدة عن اقتناع وتدبّر لا عن وراثة وحتمية بيولوجية؟!» إنما رفضتُه لأسباب ثلاثة. الأول: لأنه مازال متمسكًا باسم «محمد»، وكأنما يحقق لنفسه لونًا من «التقية»، فيتعامل مع المسلم باعتباره مسلمًا، ومع المسيحى باعتباره مسيحيًّا، فينال رضا الطرفين على نحو برجماتى لا أقبله. فأنا أؤمن أن الحياةَ اختياراتٌ وأثمان. نختار طريقنا بملء إرادتنا، وهذا حقٌّ، ثم ندفع فاتورة اختيارنا، وهذا هو الواجب.
لكن أن نستمتع بحقوقنا ونتنصل من بذل واجباتنا، فهو أمر غير نبيل، وفى تقديرى، أن المسيحية، شأنها شأنَ كل عقيدة، لن تفرح بمن يدخلها خائفًا مرتابًا يتخفى وراء اسم يشير بقوة إلى عقيدة أخرى. السبب الثانى: هو أننى بحثتُ عن اسمه فوجدته يملأ الدنيا سبابًا للرسول دون حياء ولا أدب، وهو ما لم أقبله ولن أقبله. ليس فقط لأننى مسلمة أحزن حين يُهان رمزُ عقيدتى، ولكن أيضًا كيلا أكون غير أمينة فى رسالتى التى أسعى فى كل كتاباتى إليها. فكيف أناهضُ أن يسبَّ أبناءُ عقيدتى المسلمون مسيحيًّا أو يزدروا دينه، وأقبل العكس؟! المبدأ واحدٌ.
على كل إنسان أن يحترم عقيدةَ صاحبه، مثلما يطلب أن تُحترَم عقيدتُه. السببُ الثالث: أننى لا أفهم أن يترك إنسانٌ عقيدةً، ويختار أخرى، ليبدأ فى مهاجمة العقيدة الأولى وسبابها على صفحات الإنترنت، التى تسمح لكل من هب ودب أن يملأ الدنيا بالترهات غير المسؤولة وراء أقنعة.
ما أفهمه هو أن من ترك دينه لأن دينًا آخر أقنعه أكثر، ما عليه إلا أن يَخلُص بكامل عقله وقلبه للدين الجديد لكى يتعمق فيه ويزداد إيمانًا. وأعرف نماذجَ من المتحولين، من الطرفين، يفعلون هذا بكل رقى وجمال. أما مَن يتحول ليتفرغ فى سبّ وشتيمة أبناء الدين الأول، فأظنهم وقفوا على الأعراف، لا هم ظلوا على دينهم، ولا هم اعتنقوا الدين الآخر. بل يحصدون الازدراء من أبناء الدينين معًا. لهذا يستنكر المسيحيون أنفسهم إحدى القنوات التى تخصص صاحبُها المتنصر «يحتفظ أيضًا باسم: أحمد» فى النيْل من شرف الرسول، مثلما يرفضون سلوك إحدى المتنصرات «الشهيرات»، لأن معجمها كله سبابٌ وقذفٌ واغتياب وتهديد ووعيد فى حق عباد الله، لأننا جميعًا نعلم أن المسيحى الحقيقى عفُّ اللسان تعلّم من كتابه كيف يحبُّ العدوَّ ويُحسنُ للمُبغض ويُصلّى من أجل الذين يسيئون إليه، فما بالك بمن لم يسئ من أبناء الدين الآخر؟
أما عجائب الأمور فهى أننى، على مدار عامين كاملين، لم أعلن حكاية السيد «محمد» ورفضى الظهور معه فى برنامجه، كيلا أكشفه وأصنع فتنًا لا داعى لها، لكن اللهَ شاء أن يكشفَ هو نفسَه بنفسِه الأسبوع الماضى، فى محاولة لتشويهى، كتب يقول: «فاطمة بنت محمد رفضت الظهور معى فى برنامجى لأننى لم أغير اسم محمد بعد تنصّرى!» وكأنها سُبّة، أولا: أن أكون بنت محمد، وثانيًا: أن أرفض الظهور مع المرائين الذين يظهرون بأسماء دين لا يخصهم، ويكيلون السباب له، وهم محتمون بالعيش فى أمريكا! السيد «محمد...»، هل ظن أن دفاعى عن حقوق الأقباط معناه أننى لا أعتز بدينى؟! ذلك النمط من التفكير ساذجٌ وسطحىّ وأحادىّ، إنما أدافع عن الحقوق المهدَرة للمرأة والأقليات لأن دينى يأمرنى بهذا، لكننى فى المقابل لا أقبل كلمةً مسيئة فى حق دينى.. نصيحة أخيرة للسيد «محمد...»، بما أنكَ اخترت المسيحية دينًا، فحاول، أنت وصديقتك المحامية «الشتّامة»، أن تحاكيا المسيحىَّ الحقَّ فى هدوئه ومحبته، المسيحىَّ الذى لا يعرف لسانُه السبابَ ولا قلبُه الكراهة والبغضاء، وكلُّ مَن عرفتهم من المسيحيين هكذا، وبالأولى حاولا أن تتمثّلا روحَ السيد المسيح عليه السلام، ذاك الذى لم يعرف الخطيئة طوال سنوات عمره الثلاثة والثلاثين، بشهادة القرآن الكريم، ولم يخطئ لسانُه يومًا فى حق بشر.
المصدر: جورنال أون لاين
4:53 م | 0 تعليقات

فاطمة ناعوت تكتب: الليبراليةُ ومستوى الذكاء

الثلاثاء، 30 أغسطس 2011 | 9:50 م

فاطمة ناعوت
فاطمة ناعوت تكتب الليبراليةُ ومستوى الذكاء

صرّح باحثٌ فى "كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية"، أن الأطفال الأذكياء يميليون عند الكِبر لأن يصبحوا ليبراليين، على عكس نظرائهم الذى يتمتعون بذكاء عادى، أو أقل من العادى، الذين يصبحون متعصبين ومتطرفين عند الكبر، جاءت هذه النتائج بعد درسات مكثفة استغرقت عقودًا، أعدها "ساتوشى كانازاوا"، الباحثُ فى "علم النفس التطورى" بالكلية، وفريقُ عمله.

ركزت الدراسةُ على أن مستوى الذكاء لدى الأفراد هو الذى يحدد ميولهم الإنسانية ومعتقداتهم السياسية وتوجهاتهم الفكرية، وخَلُصتِ النتائجُ النهائية إلى الارتباط الوثيق بين الذكاء والليبرالية، وتدعم نظريةَ كانازاوا بامتياز، جميع الأبحاث الميدانية والدراسات المعمّقة التى أُجريت فى بريطانيا مؤخرًا على عدد من اليافعين، إذ أشارت إلى أن الأشخاص الذين أكدت سلوكاتهم وأسلوب حياتهم أنهم "ليبراليون جدًّا"، كانت مستويات ذكائهم مرتفعة تتجاوز 106 بمقياس IQ، أو معامل الذكاء Intelligence quotient، فى حين أن الذين أثبتوا أنهم محافظون جدًّا أو رجعيون، انخفضت نسبة ذكائهم عن 95 درجة على مقياس IQ. وقال كانازاوا فى الدراسة التى نُشرت فى دورية "علم النفس الاجتماعى" Social Psychology إن الأشخاص الذين أثبتوا أنهم "معتدلون دينيًّا" كان مستوى يفوق ذكائهم 103 درجة، مقارنةً بـ 97 درجة للذين أثبتوا أنهم "متعصبون دينيًّا".


والشاهد أن نتائج هذه الدراسة غير مدهشة لأنها تصبُّ بامتياز فى خانة المنطق، فالعالِم، كلما توغل فى بطون العلم، يوقن تمامَ اليقين أنه لا يدرى شيئًا، لأن العلم كالمحيط العميق الشاسع، الذى يعرف الغواصُ أنه لم يخبر منه إلا الشعابَ المتناثرة والقواقع، فيما كنوزه خبيئةٌ فى مجاهل سحيقة، لا يعلمها إلا من خلقها، لهذا يقول العالِم: "كلما تعلّمتُ أكثر، ازددتُ إيمانًا بجهلى"، كذلك الشخصُ الذكى، كلما اتسعت مداركه وعَمُق ذكاؤه، أدرك أنه لا يصيب من الحقيقة إلا ما يظنُّ أنه الحقيقة، بينما الحقيقةُ الحقيقةُ، بعيدةٌ بُعد الشمس عن كوكب بلوتو، أما محدود الذكاء، فوحده مَن يصدق أنه امتلك "اليقينَ" وقبض على جمرة "الحقيقة"، ومن ثم يتعصّبُ ويجهر الصوت ويمارس العنف ضد كل مَن يخالفه بشأن هذه "الحقيقة" وذاك "اليقين"، أقصدُ: ما يظنه حقيقةً وما يزعم أنه يقين.


نلاحظ ما سبق بجلاء، بالأخص هذه الأيام التى فيها منحت ثورةُ مصرَ الشربفةٌ، حريةَ الكلام لكل من يريد أن يتكلم، ليس فقط دون عِلم أو دراية، بل الأخطرُ، دون تأمل لما سيقول ومدى اقتراب كلامه من التُرهات التى تُضحك علينا العالم، وتُبكى مصرُ على نفسها، وعلينا.


ماذا تقولون عن عُصبة من الرجال الأشدّاء يحملون سياطًا، تكاثروا على فتاة سودانية وأوسعوها جَلدًا بالكرابيج وتركيلاً بالأحذية الميرى، لأنها "تجاسرت" وارتدت بنطالاً! وكلما زحفت نحو قدمى رجل منهم لتقبّلها كى يوقف السوط برهةً، حتى تلتقط أنفاسها، ركلها بعيدًا عنه كما تُركلُ الحشرة؟ دعك من سخف "الجريمة الكبرى" التى ارتكبتها المرأة: لبس البنطلون، ولكن فكر فى فكرتين:


1- استقواءُ جسد قوى يحمل سوطًا، على جسد نحيل أعزل.

2- يقينُ إنسان بالوصاية على إنسان آخر، المفترض أن الله خلقهما متساويان فى الحقوق والآدمية والكرامة والأهلية الفكرية، هل نشكُّ لحظةً فى مستوى ذكاء أولئك الرجال الأشداء؟!

وماذا تقولون فى الحكم الصادر بالأمس فى السعودية على امرأة بالجلد 300 جلدة والسجن عامًا ونصف العام، لأنها "تجاسرت" وذهبت إلى المحكمة تتشكى من مضايقات تعرضت لها، "دون" أن يكون معها ولى أمر "ذكر"! ذاك أن القانون السعودى يحظر على النساء، اتخاذ أية إجراءات دون تواجد أولياء أمورهن من الرجال، أو ما يُعرف بـ"المِحرم"! دعك من السؤال البدهى الذى يدور برأسك الآن: ماذا لو أن هناك امرأةً وحيدة لا رجل لها، تدعوه "مِحرمًا"، وتأمل السؤال الأهم: أليس من حقّ إنسان أن يلجأ للقانون ليطالب بحقه دون أن "يتعكّز" على إنسان آخر؟! بمَ تحكمون على مستوى ذكاء ذلك القاضى؟ وبم تقيّمون مستوى ذكاء مَن أفتى بوجوب إرضاع المرأة للرجال من زملاء عملها؟ والمعروف أنها فتوى شديدة الخصوصية تخص سهيلة وربيبها سالم، ولم تتعد الفتوى هذه الحالة أبدًا لكى نسحبها على كل عصر وكل ظروف، وإياك أن تسأل مثلى سؤالاً بدهيًّا "حريميًّا" مثل: المرأةُ لا تُدرُّ اللبنَ إلا برهةً محدودة من حياتها، بعد الولادة، فماذا لو قد تخطت المرأةُ تلك الفترة، أو كانت عاقرًا، أو لم يسبق لها الزواج؟ اسألْ السؤال الأهم: هل جسدُ الإنسان مشاع؟ وما تقييمك لذكاء مَن أفتى باستحلال سَبْى النساء واتخاذهن حليلاتٍ مِلكَ يمين، ما دمن على دين آخر غير ديننا؟، ثم بيعهن وقبض الثمن حين الضجر منهن، من أجل انتعاش مستواك الاقتصادى؟! وكيف تُقيّم ذكاءَ الذى أفتى بوجوب شرب بول الإبل، وترك الذباب يرعى فى طعامنا، لأن فى أحد جناحيه داءً وفى الآخر دواء؟ فى هذا يقول ابن خلدون فى مقدمته: "اتّباعُ الموروث لا يعنى أن الأمواتَ أحياءٌ، بل يعنى أن الأحياءَ أموات." الحمد لله أن الغالبية العظمى من أبناء مصرَ أذكياء جدًّا، منذ آلاف السنين، بشهادة الدراسات الغربية العلمية الموثّقة. والحمد لله على نعمة أننا مصريون. 


رابط المقال: الليبراليةُ ومستوى الذكاء 
المصدر: جورنال أون لاين
9:50 م | 0 تعليقات
مواقيت الصلاه أسعار العملات ألعب سودوكو